سجلت الأمم المتحدة وقوع انتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني في مدينتي طرابلس وبنغازي بليبيا. وأفاد تقرير نشرته أمس الخميس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه خلال الفترة ما بين منتصف شهر مايو ونهاية شهر أغسطس وردت تقارير عن اختطاف عشرات المدنيين في مدينتي طرابلس وبنغازي فقط بسبب انتماءاتهم القبلية أو العائلية أو الدينية, ولا يزالون مفقودين منذ اختطافهم, مبينًا أن حالات الاختطاف هذه قد تصل إلى مستوى الاختفاء القسري. ودعا التقرير إلى جعل حماية المدنيين أولوية قصوى، وأن على جميع المجموعات المسلحة الامتثال لمبادئ التفرقة والتناسب والاحتياطات. وحث التقرير المجموعات المسلحة على إطلاق سراح المحتجزين أو تسليمهم إلى نظام العدالة، داعيهم كذلك إلى فصل أعضائها المشتبه في ارتكابهم انتهاكات من الخدمة الفعلية وتسليمهم إلى العدالة. وأفاد التقرير أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قدرت نزوح مئة ألف ليبي على الأقل بسبب القتال, إلى جانب خروج 150 ألف شخص منهم عمال مهاجرون من ليبيا. صرح قائد عسكري وسكان أن القوات الحكومية وطائرات هليكوبتر تحت قيادة لواء ليبي سابق قصفت مخازن ذخيرة تابعة لمقاتلين يشتبه أنهم مسلحون في مدينة بنغازي في شرق ليبيا. وحاولت القوات البنغازية أن تسترجع المطار العسكري والمدني من القوات الحكومية في المدينة الساحلية في مواجهة هي جزء من مشهد أوسع للفوضى التي تعم البلاد منذ إسقاط معمر القذافي قبل ثلاث سنوات. وتخشى القوى الغربية وجيران ليبيا من تحولها إلى دولة فاشلة مع عجز الحكومة المركزية الضعيفة عن السيطرة على مقاتلين سابقين ساعدوا في الإطاحة بالقذافي ثم بدأوا بقتال بعضهم البعض للسيطرة على السلطة. وقال العقيد ونيس بوخمادة قائد قوات الصاعقة الخاصة للجيش في بنغازي لرويترز إن قواته قصفت بالمدفعية عدداً من مخازن الذخيرة في المعسكرات التي يسيطر عليها المسلحون في وقت متأخر من يوم الأربعاء.
كما سمع السكان أصوات تحليق طائرات هليكوبتر في الأجواء وشاهدوا الانفجارات الضخمة في أحد ضواحي بنغازي التي أضاءت ليل المدينة. وأمس الخميس أمكن أيضاً سماع تحليق طائرات حربية في الأجواء. وتشهد بنغازي وبها المقار الرئيسة لشركات النفط المملوكة للدولة جولات قتال منذ أعلن اللواء السابق في الجيش خليفة حفتر في مايو أيار الماضي الحرب على المسلحين الذين يسيطرون على المنطقة دون منازع.
وتحالف المنشق حفتر مع قوات الصاعقة الخاصة في الجيش لكن رغم ذلك تمكن المسلحون من الاستيلاء على عدد من معسكرات الجيش في بنغازي. وانتقلت الحكومة الليبية والبرلمان المنتخب من طرابلس إلى مدينة طبرق النائية في شرق البلاد بعد أن استولى فصيل مسلح آخر على العاصمة الليبية وعلى جميع المباني الحكومية فيها.
وعين الحكام الجدد لطرابلس برلماناً وحكومة لا يعترف بهما.