يخوض فريق الهلال غداً الثلاثاء أمام العين الإماراتي أهم مباراة له في المعترك الآسيوي خلال أغلب السنوات الماضية التي فشل فيها للوصول الى أبعد من دور الثمانية.
وتكمن أهمية مباراة الغد في كون الهلال يستطيع -لوشاء- ان يصل من خلالها الى النهائي الآسيوي دون الحاجة لمباراة الإياب التي ستقام أمام العين في الإمارات ، لكن الطموحات والأهداف لا تتحقق بالمشيئات والرغبات ولكنها على العكس من ذلك تتحقق بالتخطيط وحسن العمل ولا شك أن الهلال قد خطط جيداً طالما أنه وصل الى هذا الحد في هذه المسابقة ويظهر ذلك من خلال تغيير المدرسة التدريبية التي ظهرت آثارها الإيجابية في اداء الهلال المنضبط دفاعياً وغير المندفع هجومياً الى جانب المحافظة على اللاعبين الأجانب وتغيير المحور فقط مما أبقى على الانسجام بين أفراد الفريق، لكن الهلال رغم ذلك ينقصه حسن التحضير النفسي وتهيئة اللاعبين وتحميسهم وإشعارهم بأهمية المباراة بل وأهمية المرحلة التي وصلوا إليها في هذه المسابقة ثم إشعارهم بأهمية ذلك كله لدى الجمهور السعودي وقد تعمدت أن أقول الجمهور السعودي ولم أقل الجمهور الهلالي لأن من مقتضيات تهيئة اللاعبين إدخالهم في أجواء التحدي القائمة بين جماهيرهم المؤيدة التي تتطلع للفرح والفخر ثم جماهير الفرق المنافسة التي تنتظر الهزيمة للفرح ثم التشفي وتكمن جاذبية كرة القدم في عصارة التحدي وعلقم المنافسة ورحيق الفوز أو أشواك الهزيمة وهذه العناصر تنخفض معدلاتها عند اللاعبين بشكل نسبي ومرحلي ما لم يتم إعادة شحنها بين فترة وأخرى ويسهم في هذا الفعل مدير الفريق وكابتن الفريق ورئيس النادي وأعضاء الشرف .
ها هي المباراة تبدأ غداً ثم بعدها تظهر تباشير آسيا أو الخروج منها، نعم مباراة الغد هي المفصل للهلال لو أراد المضي الى النهائي وعلى إدارة الهلال ان تدخل الفريق فرداً فرداً في اجواء المعركة واجواء الشحن واجواء التحدي واجواء الركض والارتداد والقفز والخفض وسكب العرق واستنفار الحواس البصرية والعضلية والعقلية والتركيز خلال الـ90 دقيقة واستغلال كل الفرص الحية والميتة وعدم الارتخاء أو الاستهتار في أي لحظة من لحظات المباراة ابتداء من الحارس وانتهاء برأس الحربة.
على الإدارة أن تقول للاعبين إن عليهم أن يلعبوا غدا بروح المباراة النهائية وان لا تكتفي بالتحفيز المالي فما أضر فرقنا السعودية ولاعبينا إلا تشبعهم بالفوائض المالية التي لم تعد تشكل حافزاً، ولكن عليها التحفيز بالواجب الوطني وبعاطفة الجمهور المحتشد والداعم وكذلك بالجمهور المضاد والذي ينتظر الخروج الآسيوي لكي يتشمت بهم.
غداً هي المباراة النهائية ولا حاجة للهلاليين في مباراة الإياب، فهل يختصرون المسافة ويريحون ويرتاحون؟.
لم يعد ثمة وقت لإزجاء النصائح، فقد حان وقت المباراة وصار مصير آسيا بين لاعبي الهلال الذين يتفوقون مهارة وقدرة على لاعبي العين لو شاءوا بعد مشيئة الله لركضوا وركزوا بشكل جماعي ودخلوا التحدي مع أول دقائق المباراة وحتى وقتها الضائع ، عليهم أن يلعبوا المباراة بنفس واحدة من صافرة الحكم حتى صافرة الحكم الأخرى يفعلون ذلك بشعور من يلعبون على النهائي.
فإن حدث هذا فإن الهلال قادر بلا شك على أن يخطف عين الإمارات.