هناك تحولات ملموسة بادرتنا بها وسائل التواصل، جعلت السبيل مباشرا..، والفورية نافذة، كتلك النوافذ التي كان الجيران يطلون عنها على بعضهم، وما يلبثون أن يحتوي كل منهم خبر الآخر..
كما لآلية التحديث ما يجعل الفرد يباشر التواصل بما وبمن يريد عن طرق أسرع، وأقرب، وأكثر فعالية..
تغيرت الكثير من سبل التواصل، وبالأمس ترجل شاب سعودي يرتدي بزة بيضاء عليها شعار البريد ليسلمني خطابا رسميا ويختم إشعار تسليمه بتوقيعي..
بقي هذا التوقيع هو الصلة الورقية بيننا، وبين معاملاتنا الوثائقية عند مباشرة الاستلام..
إذ ما نسمع رنين إشارة الهاتف برسالة عن جهة رسمية، إلا علمنا بنوعها، ومصدرها، وبأن شخصا ما قادم لتسليمنا إياها..!
جديدٌ مفيد، وسريعٌ نافع.. في تحولات ناجحة، ومثمرة..
فثمة ما اختصر علينا في شأن إدارة شؤوننا في مرافق حيوية، ومهمة في تعاملنا، ومعاشنا، ووثائقنا، وخدماتنا كالمرور، والبريد، والأحوال المدنية، والجوازات، والتأشيرات،.. والوثائق الرسمية بين الفرد ومؤسسة عمله، ومدرسته وجامعته وبنكه ونحو هذا كله.. والتطوير قائم وقادم.. بما يخدم مصالح الفرد ووقته.. ويوطد ثقته وراحته..
كل هذا خففت عبء الحيرة فيمن يؤديها..، وفيمن يقوم بها.. بعد أن كانت تتداخل أوقات العمل مع الاحتياجات في آن يحرج المرء، فيقصر في أحدهما..، ويتأخر عن أحدهما..، غير أن الجديد يعمل على ترتيب الأوليات، وبرمجة التفاعل، وانتظام الخدمات في انسيابية استفادت من وسائل التقنية، والتواصل في أهم مرافق البلاد، مما جعل الكثير من الصعب سهلا..، ويسر على الأفراد أمورهم ..، وتحديدا معاملاتهم مع الجهات الحيوية النظامية التي لا تحتمل تأخير تجديد، أو إصدار وثائق حيوية بما في ذلك استمارة عربة، أو تأشير عودة..!
أصبحت تصلنا مواعيد تجديد إقامات عاملاتنا، بمثل ما تصلنا إشعارات مواعيدنا في المصحة، أو السفر في الهاتف الصديق الودود، والرفيق الدائم... ومن بعد ليس علينا إلا العودة لحساباتنا الإلكترونية وإتمام إجرائها فاستلامها عند بوابة البيت..
تطور ملموس، وفاعل، وجميل..، وضروري..، ومواكب لحاجة العصر بكثافة الناس، وتعدد المصالح، وإيقاع الواقع..
هناك رجال خلص يتابعون، ويتفاعلون، ويتجاوبون..
من مدراء، وموظفون، في خدمة الفرد لا يتوانون، في القاعات كلها المرور، والجوازات، والأحوال.. والحجز في الخطوط، والمصحات، و..، والاتصالات، ومراجعة الحسابات، والفواتير، ومعرفة الواجبات الفردية تجاه خاصتهم من الأمور المرتبطة بهذه القاعات، وتقنين الحقوق تلك التي أصبح الفرد مع الجهة على علاقة فاعلة، وواضحة، ووطيدة من أجلها..
إنهم كثر يضيفون للحياة معنى آخر للحيوية، والأمانة، والصدق في التعامل..
ولا أحسب أنهم يميزون أحداً عن آخر لأن النوافذ مشرعة الكترونيا، كما إنهم لا يتأخرون تواصلاً مباشراً عند الحاجة إلا متى سوَّرتهم كثافة العمل، وضيق الوقت...
تزداد لدي بهجة الفرح بهم، حين تتصل بأعلى مراتبهم قيادة فتجده رهن الإجابة، وموضع التقدير..