اندلعت صباح أمس الأربعاء مواجهات عنيفة في باحات المسجد الأقصى المبارك، بعد اقتحامه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وعشرات المتطرفين اليهود بإشراف ومراقبة من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي.
وقالت مصادر الجزيرة في القدس: «إن العشرات من جنود الاحتلال احتشدوا منذ ساعات الصباح الباكر، عند باب المغاربة، وبصورة مفاجئة قاموا باقتحام ساحات المسجد الأقصى وهاجموا المصلين المعتكفين وموظفي الأوقاف بالقنابل والأعيرة المطاطية، وخلال ذلك اندلعت مواجهات عنيفة في الساحة المقابلة للمسجد القبلي بعد محاصرة الشبان داخل المسجد وإخلاء ساحاته من المرابطين.
واشتدت المواجهات بين المعتكفين وقوات الاحتلال، بعد اقتحام وزير الإسكان الصهيوني المتطرف «أوري اريئل» المسجد الأقصى وقيامه بجولة في ساحاته.
كما اقتحم المسجد الأقصى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي «إسحاق اهرنوفتش»، وقام بالسير في الساحة المقابلة لباب المغاربة..
وأوضحت مصادر الجزيرة أن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي تواجد منذ الصباح عند باب المغاربة، وأشرف على عملية الاقتحام بمناسبة احتفال المستوطنين بما يسمّى بعيد رأس السنة العبريَّة.
وأفاد حراس المسجد الأقصى أن نحو 90 متطرفًا صهيونيٌّا اقتحموا المسجد الأقصى، وقامت مجموعة بأداء طقوسها الدينيَّة عند باب السلسلة.
وأصيب عشرات المصلين المرابطين داخل المسجد الأقصى المبارك باختناقات شديدة، وبعضهم بالأعيرة المطاطية، بعد اقتحام قوات الاحتلال للمسجد من باب المغاربة والشروع بمهاجمة المصلين المُحتجين على اقتحامات المستوطنين الصهاينة.
وقالت مصادر الجزيرة: «إن 15 مواطنًا مقدسيًّا أصيبوا بالأعيرة المطاطية وشظايا القنابل الصوتية، والعشرات بحالات اختناق وحروق بالفلفل السام، خلال المواجهات المستمرة في باحات المسجد الأقصى.
وأفاد حراس المسجد الأقصى أن جنود الاحتلال وبعد اندلاع المواجهات في ساحة المسجد القبلي قاموا بإغلاق أبواب المسجد بالسلاسل الحديدية، وهاجموا المعتكفين بغاز الفلفل والقنابل، كما أطلقت القنابل في ساحة مسجد قبة الصخرة.
وأفاد حراس المسجد الأقصى أن قوات الاحتلال قامت بتكسير نوافذ المسجد القبلي من الجهة الغربية بأعقاب البنادق والهراوات، ورشت غاز الفلفل بكثافة على المعتكفين، مما أدَّى إلى إصابة العديد منهم بحالات اختناق.
كما أوضح مدير المسجد الأقصى «الشيخ عمر الكسواني» أن القوات الخاصَّة الصهيونية أخرجت بالقوة العشرات من المرابطين وهم من كبار السن إلى خارج ساحات المسجد الأقصى، في محاولتها لتفريغ الأقصى بشكل كامل للمستوطنين.
بدوره قال مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا: «إن قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيليَّة الخاصَّة اقتحمت صباحًا المسجد الأقصى، وبدأت بإلقاء وابل من القنابل الصوتية والغازية والحارقة والرصاص المطاطي باتجاه المصلين والمعتكفين داخل المسجد الأقصى وفي ساحاته؛ وذكر «أبو العطا» أن 30 مرابطًا أصيبوا بالرصاص المطاطي، موضحًا أن الإصابات تركزت في البطن واليد والأرجل، كما أصيب عشرات المصلين بحالات اختناق جراء إطلاق القنابل الغازية باتجاههم، لافتًا إلى أن قوات الاحتلال منعت سيَّارات الإسعاف من نقل المصابين خار ج حدود المسجد الأقصى، ومن إسعافهم أيْضًا بداخله.