أعتقد أن السؤال أعلاه يتصدر واجهة (المشهد الخلافي) عند الحديث عن الهيئة ودورها في المجتمع السعودي اليوم؟! فالشيخ (عبداللطيف آل الشيخ) أصبح نقطة الخلاف أو الاتفاق في معظم (مجالس السعوديين)؟!
من يبحثون عن تطوير الهيئة من أنصار رئيسها وأفكاره، يعتبرونه (مجدداً) لهذا الجهاز، لأنه نجح في تغيير الصورة السابقة لعمل (رجل الهيئة)، وقام بتقنين وضبط الاجتهاد في مسألة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) بشكل أكثر اتزاناً وهدوءًا، وحوّل مراكز ودوريات الهيئة للقيام (بعمل مؤسسي) مربوط بأنظمة وتعليمات وخطوات قانونية وإجرائية محددة، لا اجتهاد فيها، لضمان عدم التجاوز ضد حريات الآخرين، مع الحفاظ على تطبيق الشعيرة!
الطرف الآخر من معارضي أفكار وخطوات التطوير التي يقودها (الرئيس)، ممن يرغبون بقاء الهيئة ممارسةً لعملها بالنسخة السابقة (قبل عهد آل الشيخ)، يرون فيه مُعطِّلاً للشعيرة، ودخيلاً على العمل، أضعف دور رجال الحسبة، ويكيلون ضده (التهم)، ويروّجون عنه (الإشاعات)، وهذا ما قاله هو شخصياً في أكثر من مناسبة، بل إنه وصفهم (بالفئة الفاسدة) التي تم تطهير الجهاز من أفكارها، ولم يتبق منهم إلا القليل!
السؤال الذي يطرح نفسه (المواطن البسيط) كيف يبني رأيه؟ بعيداً عن التشويش، في ظل هذه (الخصومة المُلتهبة)، ومتصدورو المجالس من أصحاب الرأيين هم (الفضلاء) الذين نحسبهم والله حسيبهم؟!
تطوير العمل، وإعادة النظر في (الآليات والوسائل) المتبعة لعمل الهيئة أمر مهم، والرئيس السابق للهيئة (الشيخ الحميّن) قام بوضع خطة إستراتيجية لتطوير الهيئة بالشراكة مع جامعة البترول والمعادن ما بين عامي (1430 - 1450 هـ) ولم يعترض أحد، والرئيس الذي قبله (الشيخ الغيث) وضع العام (1426هـ) خطة لتطوير العمل الميداني للهيئة، ووضع آليات لمنع الأخطاء الإجرائية، وبحث الإستراتيجيات مع معهد الملك عبدالله للبحوث بجامعة الملك سعود، ولم يعترض أحد، إذاً لماذا كل هذا الاعتراض على (الرئيس الحالي)؟!
بكل تأكيد لا أملك الإجابة، ولكنني متأكد أن (آل الشيخ) هو (الرئيس العملي) والقوي، الذي يحتاجه مثل هذا الجهاز الهام، لأنه اتجه للتغيير الفوري والمباشر، واتخذ الخطوات العملية، جنباً إلى جنب مع الدراسات والشراكات الإستراتيجية للتطوير التي (انتهجها سابقوه)!
لا يهمني رأيك في (رئيس الهيئة)؟! ما يهمني كيف تنظر لعمل (الجهاز نفسه) اليوم؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.