ببسالة الأبطال شاركت القوات الجوية السعودية بعمليات عسكرية في سوريا ضد تنظيم «داعش» ضمن تحالف دولي للقضاء على الإرهاب الذي يهدد العالم الإسلامي من أبنائه والمنتمين له ضد أبرياء مسلمين ومعاهدين.
وتأتي المشاركة بتلك العمليات التي قام بها جنودنا البواسل تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الذي ساءه ما يحصل في سوريا من قتلٍ للأبرياء وانتهاك للحريات واعتداءٍ على الحُرُمَات، ولرغبته الإنسانية باستعادة الأمن والوحدة للشعب السوري الشقيق، ولموقفه الثابت بدعم المعارضة السورية المعتدلة.
وبحمد الله فقد اتفق كبار علماء المسلمين على تخطئة التنظيم الدموي الإرهابي (داعش) وأوضحوا انحرافهم وعظيم شرهم وضررهم على الإسلام والمسلمين لجرأتهم على التكفير وسفكهم الدماء وهتكهم الأعراض، فضلاً عن جهلهم بالشريعة وقلة فهمهم للنصوص الدينية وتطبيقها.
ولم يكتف العلماء بذلك؛ بل ظهروا بأجهزة الإعلام المختلفة وأعلنوا عن موقفهم تجاه ذلك التنظيم، وحذروا منه ومن كل الحركات المشبوهة التي تستحل الدماء، ونبهوا الناس وقاموا بتوعية العامة بعدم الانسياق لأكاذيبهم.
ولا شك أن هذه الضربات ستقضي على خلايا الإرهاب التي أصبحت جيوشاً، وبؤر الجريمة التي أضحت دولاً، كما ستزيد من قوة المعارضة في حربها ضد النظام السوري الاستبدادي بشرط استمرارها لحين اجتثاث التنظيم الإرهابي (داعش) من الأراضي السورية، وستجعل المعارضة تحافظ على مكاسبها الحربية.
والحق أن إصرار أبنائنا الضباط والجنود البواسل على نشر صورهم في وسائل الإعلام واستعداداتهم القتالية وبصحبتهم نجل ولي العهد الأمير طيار خالد بن سلمان يظهر مدى شجاعتهم؛ غير آبهين بتهديد التنظيم الإرهابي الذي يتوعدهم بالتصفية والقتل! أو يشكك في استهدافهم للآمنين من السكان. كما أن المشاركة تبين موقف المملكة وتدحض أية تهمة يمكن توجيهها لبلادنا بدعم الإرهاب وإيواء الإرهابيين، كما صرح سمو وزير الخارجية بـ(أن بلادنا لن تتوانى عن المشاركة في أي جهد دولي جاد يسعى إلى حشد وتضافر العمل الدولي وتكثيفه لمحاربة الإرهاب أينما وجد ومهما كانت دوافعه وأسبابه، أو الجهات التي تقف وراءه، ودون تفرقة بين جنس أو لون أو مذهب عقدي).
وهذا التضامن الدولي التاريخي يعد مفصلياً لمحاربة الإرهاب في كل مكان وزمان، وهو رسالة لأي تنظيم شبيه يهدد السلم العالمي ويقتل أرواحاً بريئة، عدا تشويهه لصورة الإسلام البهية والمسلمين المسالمين.
إن الانتصار الحقيقي -إضافة للانتصار العسكري- هو وقوف المجتمع السعودي بقيادته وعلمائه وأبنائه صفاً واحداً في مواجهة الإرهاب والفكر الضال المؤدي إليه، وهو ما سيجعل بلادنا أكثر أمناً واستقراراً وبمنأى عن الفوضى، وسيشكل حماية فكرية للأجيال القادمة وسيجعلهم بمعزل عن البلبلة والتشويش.