النصر «فارس نجد» كما لقبّه عشاقه الذين صبروا كثيراً حتى عاد فريقهم لساحة البطولات المحلية الموسم الماضي بعد سنوات طويلة قاربت العقدين من الزمن بجهود رئيسه الحالي الأمير فيصل بن تركي الذي دفع الغالي والنفيس لهذا الشأن وهو ما تحقق عبر أمور عدة أهمها جلب عناصر مميزة من كذا فريق، ولا يحق لأحد الاعتراض على شراء النصر للاعبين بهذه الطريقة طالما كفلت له الأنظمة مشروعية عمله.
لكن يبقى السؤال الأهم حول تسديد حقوق تلك الصفقات وعدم مماطلة أصحابها، ولعل الشواهد كثيرة بدءاً من نجم النصر السابق «علي يزيد» الذي خرج للإعلام وطالب كثيراً بدفع مستحقاته المتأخرة على ناديه رغم اعتزاله الكرة منذ 10 سنوات، حتى ضاق به الأمل ذرعاً وبيّن أن الأيام لو عادت به فلن يوقّع على العقد حتى يحصل على حقوقه كاملة من ناديه، ولا ينسى الوسط الرياضي معاقبة «الفيفا « النصر وحرمانه من تسجيل اللاعبين الأجانب موسم 2004 - 2005م بسبب عدم تسديده مستحقات محترفين أجانب، وغيرهم الكثير من اللاعبين كعبدالعزيز السعران والمحترف المصري حسام غالي والحارس السابق محمد شريفي ذاقوا الأمرّين جراء مماطلة النصر وتأخره في تسليم مستحقاتهم، كما طرأت مؤخراً قضية مستحقات الجزائري مراد دلهوم التي استطاعت «الجزيرة» كشف خباياها، تلاها مناداة إدارة الرائد وشرفييه للفريق العاصمي بتأخر تسليمهم حقوقهم من انتقال لاعبهم السابق عبدالعزيز الجبرين، حيث أبدوا تذمرهم من المماطلة النصراوية في وقتٍ عصيب يشهده النادي القصيمي أثرت بدورها على نتائجه الموسم الحالي.
وتجدر الإشارة إلى خطوة إدارة نادي الاتفاق إبان انتقال اللاعب يحيى الشهري، حيث حفظت حقوق ناديها عندما وضعت بنداً إلزامياً في العقد، يمكنها من إلغاء عقد الانتقال وعودة اللاعب إلى ناديه الاتفاق في حال لم تلتزم الإدارة النصراوية بدفع المستحقات من الدفعة الأولى للاعب والنادي، الأمر الذي ساهم بعدم مماطلة النصر حتى لا يخسر اللاعب المميز، وتأتي هذه الخطوة درساً لبقية الأندية في كيفية الحفاظ على حقوقها مع النصر أو غيره من الأندية.
النصر في ظل الضخّ المالي الوفير لإدارته الحالية يؤكّد قدرته المالية على الدفع فلماذا يلجأ للمماطلة وعدم الالتزام بالعقود؟ بلا شك لن يستفيد شيئاً فضررها ليس عليه وحده، بل يطول سُمعة الكرة السعودية ويشوّه صورتها داخلياً وخارجياً، فالأندية ليست لديها استعداد للانتظار فترات زمنية طويلة لأجل استلام حقوقها من إعانة رابطة دوري المحترفين بدلاً من الأندية المطالبة بذلك.
الأمر الذي يضع اتحاد الكرة ولجنة الاحتراف تحديداً على المحك للقضاء على هذه الظاهرة السلبية ومعاقبة المتسبب بحرمانه من التسجيل أو إلغاء بعض نتائج مبارياته، وأياً كانت العقوبة فالأهم أن تكون عقوبة يتم تطبيقها على الجميع بلا استثناء، وإلا فإن الأندية ستردد كثيراً « وهم كل المواعيد وهم !». مواعيد « النصر» وهم!