فرض تنظيم داعش أمس سيطرته على عدة مناطق في قضاء هيت الواقعة في محافظة الأنبار بعد معارك دامت يومين مع قوات الجيش والشرطة.
ويقع قضاء هيت على بعد 150 كلم غرب مدينة بغداد. وقد تعرض أمس إلى هجوم بسيارات مفخخة أسفر عن مقتل سبعة من عناصر الأمن وعشرين مسلحًا. وقال ضابط في الشرطة: إن «المسلحين عادوا صباح أمس وهاجموا عددًا من المناطق واشتبكوا مع قوات الأمن وأسفرت عن سيطرتهم على ثلاثة أحياء وسط المدينة».
ورفع التنظيم رايته على بعض المباني بعد انسحاب قوات الشرطة المحليَّة منها، فيما قام التنظيم باحراق خمسة مراكز شرطة، بحسب مسؤول أمني. ولا تزال الأجزاء المهمة في المدينة وبينها الطريق الرئيس الذي يربط القضاء بمدينة تكريت، والطريق الآخر الذي يُؤدِّي إلى القائم بيد الجيش. وما زالت الجهة الثانية من القضاء أيْضًا بيد أبناء عشائر البو نمر التي تساند القوات الأمنيَّة.
وأكَّد عميد في الجيش العراقي أن «قوات الجيش تَمكَّنت من قتل 12 مسلحًا كانوا يختبئون في منزلين»، موضحًا أن الاشتباكات ما زالت متواصلة في عدَّة مناطق متفرِّقة. من جهته، قال اللواء قاسم المحلاوي قائد الفرقة السابعة: «وجهنا قوة دعم وإسناد مكوَّنة من خمسين آلية مدرعة. ستقتحم المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش بعد ساعات قليلة». وأضاف «أنهم شبه محاصرين في هذه المناطق وما زلنا نسيطر على مديرية الشرطة والمناطق المحيطة فيها». وتعد هيت أحد أهم المناطق التي يسعى التنظيم للسيطرة عليها، من أجل قطع الامداد على قضاء حديثه الإستراتيجي الذي يضم أحد أكبر السدود في البلاد.
وحاول التنظيم عدة مرات، فرض سيطرته على حديثه التي تساند عشائرها قوات الجيش، لكنه فشل في ذلك، فيما تقدم طائرات التحالف الدولي دعمًا جويًّا لهذه المناطق. من جهة أخرى قال نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن: إن المعركة لوقف تقدم مقاتلي داعش في العراق وسوريا ستكون «معركة طويلة وصعبة» بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها. وبالرغم من ذلك دافع بايدن في تصريحاته الخميس عن قرار الولايات المتحدة الانتظار حتَّى الشهر الماضي لتبدأ ضرباتها الجوية ضد التنظيم المتطرف في سوريا التي تكبدت بالفعل 190 ألف قتيل في حرب أهلية دامية.. وقال بايدن لحشد من الأكاديميين في جامعة هارفارد بكمبردج بولاية ماساتشوستس خارج بوسطن: «الآن لدينا تحالف وبالرغم من ذلك ستكون معركة طويلة وصعبة. لكن لا يمكن خوض هذه المعركة وحدك حتَّى لو أردنا ذلك لا يمكن أن تخوضها وحدك. هذه لا يمكن أن تصبح حربًا بريَّة أمريكيَّة ضد دولة عربيَّة أخرى في الشرق لأوسط. وأشار بايدن إلى قرار البرلمان التركي الخميس بالتفويض بالقيام بعمل عسكري ضد مقاتلي داعش الذين عززوا وجودهم على حدود تركيا وأيْضًا السماح لقوات أجنبية بشن عمليات من تركيا كدليل على نجاح التحالف في حشد التأييد.
وصرح بايدن أن الولايات المتحدة انتظرت قبل أن تتحرك نظرًا لصعوبة أن تقرَّر ما إذا كان بوسعها دعم أيّ فصيل من الجماعات المسلحة التي تحارب في المنطقة. وقال بايدن: إنه تَمَّ تدريب بضعة آلاف من المقاتلين وأنه يجري حصر العدد الدقيق. لكنه أكَّد أن الولايات المتحدة لا تعتزم المشاركة بقوات قتالية في أيّ حرب بريَّة ضد مقاتلي داعش. وقال: «أضعافهم لا يعتمد على نشر متقطع لمئات الآلاف من الجنود على الأرض. هذه الحملة ضد العنف المتطرف تعود إلى ما قبل إدارتنا وستستمر بعد إدارتنا.