الفوضى الخلاَّقة أحد إفرازات الفكر لأولئك البعض من النخب الأكاديمية الأمريكية للتعامل مع القضايا الدولية، وهي ليست كمصطلح أو شعار كما كان من شأن المصطلحات والشعارات العربية الفارغة من المعنى والمضمون، بل مصطلح ليس له غاية فحسب، بل غايات يحققها هنا وهناك من بلدان العالم والعربية منها على وجه الخصوص بعد أن زرعت في بعض أنحائه من خلال ما أطلق عليه الشرق الأوسط الكبير، وليصير فعله الفتّاك بتلك الشعوب من خلال شغلها بالخلاف والاختلاف ومقاتلة البعض للبعض الآخر وليصير إلى الضياع والمعاناة الشديدة من الجوع الخوف والتخلّف الذي صار شأن تلك البلدان حين تعثر التعليم وتوقفت التنمية، فيما خيرات البلاد مما صارت من نصيب صنّاع ذلك المصطلح بعد الاستحواذ عليها فهل نقرأ أعداءنا جيداً هذا ما ينبغي العناية به لكي نتقي شرور تلك الفوضى الخلاَّقة، هذا ما يجب أن تكون له الأولوية وحري بنا في هذه البلد وقد نلنا من أسباب الرخاء والسعادة والرفاه ما لم ينله غيرنا ممن لديهم مثل ما لدينا من ثروات وإمكانيات صارت من نصيب أعدائهم نتيجة تلك الاستهدافات والاختراقات والتي من بينها ما صار من تلك الإفرازات الفكرية لمن شأنهم مصالح بلدانهم والتي لا بد من تحقيقها ولو على حساب الآخرين، فهل نعي خطورة ذلك ونتعظ بما أصاب غيرنا ونحول دون وصولة إلينا أن ذلك مرهون بمدى توحّدنا والتفافنا حول قيادتنا فلنكن كما كان آباؤنا وأجدادنا ممن ساروا خلف ذلك القائد الظافر مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه- والذي نستظل براياته الخفّاقة منذ أربعة وثمانين عاماً.