لا يستطيع عاقل منصف أن ينكر أن المملكة تقدم نموذجاً مميزاً في خدمة ضيوف الرحمن. ومعروف أن هناك من يحاول أن يستغل بعض الأخطاء التي من الطبيعي أن تحدث وسط هذه الحشود المليونية، لتصفية حساباته مع المملكة.
هذه المقدمة، حفظناها عن ظهر قلب، لأن الجميع يستخدمها كل موسم حج وعمرة. وهي لم تمنعنا من ذكر سلبيات بعض القطاعات التي قد لا يؤدي موظفوها أعمالهم في هذه المواسم بالشكل المطلوب. ولم يحاول رؤساء التحرير يوماً أن يمنعونا من نشر آرائنا في الصحف المحلية التي يقرأها وزير الثقافة والإعلام وكبار المسئولين كل صباح.
ما الذب دهى البعض لاعتبار انتقاد شخص ما للخدمات المقدمة للحجاج، إساءة للوطن؟! هل الحديث عن عدم وجود دواء في مركز صحي في منى، أو عن عدم وجود مياه في مخيم، هي إساءة للوطن؟! أظن أن الإساءة للوطن، هي السماح للمنابر الإعلامية الرسمية بسحب الوطنية من الناس الذين يختلفون مع نسقهم الإعلامي. وحين أقول إساءة للوطن، فلأنني اعتبره فوق الجميع، ولا أرضى أن يحاول أحد المساس به.
أنا هنا لا أدافع عن أحد، ولا أدين أحدا. إنها محاولة لتنبيه الزملاء في الوسائل الإعلامية الرسمية، بأن يكونوا إعلاميين محترفين، وأن يناقشوا القضايا بموضوعية، وأن يتركوا سحب الوطنية من الناس للجهات المختصة.