سلُوكيات مرفوضة ومؤذِية للعين تحدث هنا وفي كل مكان في مملكتنا الحبيبة، سلوكيات مرفوضة يقوم بها شرائح كثيرة من المجتمع المواطن والمقيم. سلوكيات تُشوّه حدائقنا وشوارعنا ومياديننا وشوارعنا الداخلية والمتنزهات، سلوكيات تشوّه المواقع، سواء عن عمد أو بدون قصد. هل هذا واقع تلك الشرائح أم في غياب تطبيق لائحة الغرامات والجزاءات عن المخالفات البلدية؟. لائحة الغرامات تحمل في بنودها قائمة طويلة ومتنوعة ومبوبة ما أجملها، لكنها لا تطبق كما ينبغي أو ربما لا تطبق إلا في حدود ضيقة. في ظل توافر الحدائق العامة والمسطحات الخضراء، كثيراً ما يصادف الزوار أثناء الجلوس فيها لوحات إرشادية فيها قائمة من التعليمات حول الحفاظ على المكان آمناً ونظيفاً .. فهل من مكترِث؟ حديقة منتزه الروضة .. تقع الحديقة على شارع حفصة بنت عمر في مدينة الرياض بمساحة إجمالية 97016م2، حديقة مميزة وجميلة لكن للأسف من زارها بعد صلاة الفجر، حيث القمامة والفضلات والأوساخ في كافة أرجائها، تحوّلت إلى منظر غير حضاري يؤذي العين، البلدية وضعت حاويات القمامة لكن بكمية غير كافيه وصغيرة للعدد الكبير لزوار الحديقة. التقطت صور لتلك المناظر لمؤذية لكن سرعان ما ألغيتها خوفاً على ما احتفظ به من صور جميلة.
عمالة تجتهد كل صباح وتقاسي الحر والبرد وتسابق الزمن لتبقي الشارع نظيفاً، وبالمقابل هناك أناس لا يرعوون عن قذف مخلفاتهم المتنوعة في قارعة الطريق، غير آبهين بنظافة الشارع أو على الأقل مراعاة شعور، حاويات البلدية نظيفة ومن حولها أكياس القمامة يا له من سلوك غير حضاري. شخصياً أتمني أن تطبق غرامة إلقاء النفايات من السيارات وهي 100 ريال حد أدني 200 ريال حد أعلى. وغرامات أخرى. إن زرع ثقافة وضع النفايات في الأماكن المخصصة لها، لابد أن تزرع، وخاصة في جانب الأطفال في المدرسة، إنه سيكون سلوكاً تربوياً وعلى وزارة التربية والتعليم أن تقوم بذلك أولاً في مدارسها ومن لا يصدق تفضّل وقم بزيارة أي مدرسة ابتدائية بنين وبنات.
حملة مشروع (عين النظافة) بدأت قوية وانطلقت بعد أن صدرت لائحة بغرامات وجزاءات صادرة من مقام مجلس الوزراء بشأن عدد من المخالفات التي تختص بالنظافة العامة. جميل وجميل جداً أن تخالف عين النظافة بأمانة منطقة الرياض خلال الموسم المنصرم أكثر من 841 مخالفة نظافة، سُجِّلت ضد قائدي المركبات المخلّة بالنظافة العامة في شوارع العاصمة وميادينها وطرقاتها وأحيائها. رقم قليل في ظل رمي للمعلبات الفارغة، والأوراق، والمناديل، والسجائر من نوافذ المركبات، إلى البصق بشكل غير حضاري في التقاطعات، وأمام الإشارات المرورية. هذه الثقافة السلبية نرفضها وخاصة أنّ ديننا يحث على الاهتمام بالنظافة وأنها من الإيمان، فكيف تستمر هذه التصرفات الخاطئة دون حزم وتطبيق للغرامات.
مُخالَفات تُهدِي مُخلّفات تُؤذِي العَين، نعم هذا هو واقع بعض أحياء مدينة الرياض الجميلة، هناك أكثر من 15 بلديه موزعة على مدينة الرياض، كل بلدية لها عدد من الأحياء التابعة لها. في رأيي الشخصي أنّ هذا العدد لا يكفي، وهذا مثال.. حي بلدية الروضة تضم الأحياء التالية الروضة، الشهداء، غرناطة، قرطبة الغربي والشرقي، الثمامة، الحمراء الشرقية والغربية، الملك فيصل، اليرموك، اشبيليا، المونسية، الأندلس، النهضة، القدس. أحياء كثيرة على مساحة كبيرة ربما من الأفضل إنشاء بلديات جديدة لبعض تلك الأحياء أو إنشاء بلديات فرعيه تابعة.
سيارات قديمة مركونة في الشوارع الداخلية، ومخلفات مبان، ومخلفات شركات الاتصالات ومخلفات أخرى كثيرة. إنّ دور البلديات كبير في إظهار الوجه الحضاري الذي تستحقه مدينة الرياض خصوصاً في بعض الأحياء في الغرب والشرق وربما الجنوب. أخيراً مع مشروع (عين النظافة) ولكن بصورة مكثفة وعلى مدار العام. أين جائزة الشارع الجميل النظيف، أين جائزة الحي النظيف. هل نحن بحاجة لها. غرس ثقافة نظافة المرافق العامة عند الأطفال مهمة تقع على البيت ووزارة التربية والتعليم والحملات الإرشادية المستمرة يُوعي تلك الشرائح من المجتمع غير المبالية وتطبيق الغرامات ومضاعفة الغرامات طريق محبب للتوعية.