مشكلتنا الكبيرة نحن العرب أننا نتحمس للتغيير، ولكننا نرفض أن نتغير، أو لا نتقبل فكرة تغيير أنفسنا، ما أجمل التنظير عندما تسمعه وما أسوأ عواقب تنفيذ تلك الإبداعات اللفظية. جرب العرب أن يغيروا في السياسة، وكان التنظير يستهدف رأس الهرم ولم يفكر المنظرون بالقاعدة التي تعاني الكثير، وتحتاج إلى تغيير نفسها قبل أي شيء آخر، لهذا السبب سقطت الثورات، وانكشفت الحقيقة بعد أن دفع البسطاء الدماء والآمال وخسروا الاستقرار.
الاندفاع الأيدلوجي المتمثل في المتأسلمين امتطى الثورة، وتلبس بالثورية حتى وإن كانت لا توافق أدبياته ومرجعيته، سقط الممتطي وماتت المطية، لذا جاءت فكرة الأمر الواقع، وهي ما يمكن تسميته بالفكرة «الداعشية» والتي ترعاها الأيدلوجيا الإخوانية الحزبية وإن أعلنت ظاهرياً رفضها والبراءة منها، ولعل موقف تركيا الأردوغانية مما تقترفه داعش يجعلنا نشك بالتوجه الإخواني المشبوه.. حكومة أردوغان التي تراجعت عن خطواتها الخجولة في دعم الحرب على الإرهاب واكتفت بعرضها لتدريب المعارضة السورية المعتدلة، تجعلنا نسأل عن استفادة تركيا الأردوغانية مما يجري في العراق وسوريا.
في خضم الأحداث المتسارعة هنا وهناك، قررت الدول المعتدلة أن تعلن بأن العدو رقم واحد بالنسبة لها في هذا الوقت هو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، وجعلها ذلك الهدف أكثر حزماً وعزماً على مواجهة من يحلمون بالبقاء والتمدد، وأجلت هذه الدول ربما خلافاتها الصغيرة والكبيرة لتوحد صفوفها وتقف بوجه الخطر الداهم.. هذا لا يعني بأن الأسد ونظامه نجحا في تجاوز ثورة الشعب هناك، كما لا يعني بأن نظام الأسد سيكون حليفاً في الحرب على الإرهاب، والسبب تبينه تقارير استخبارية أكدت ضلوع أقطاب من نظام الأسد في تيسير أمور التنظيمات المتطرفة، الأمر الذي مكنها أيضاً من القيام بعملياتها في العراق.
الرؤية الأكثر واقعية تقول إن إسقاط الأسد ليس أولوية الآن، رغم أنه نظام فاقد للشرعية، وحتى يسقط الأسد لابد من القضاء على الإرهاب الذي يتحصن به، والسيطرة على الفوضى التي تنهش في كيان الدولة هناك. ربما كانت الثورة السورية هي الأكثر صدقاً ومطالبها مشروعة أكثر من أي ثورة أخرى، لكن ما ترتب على هذه الثورة كثير من المآسي، وربما يكون السبب أنها بدأت كثورة لفظية تنظيرية، اصطدمت بواقع استدعى فعلاً عسكرياً لم يكن السوريون متهيئين له، وصعّب الأمر أنها دولة تديرها المخابرات وينتشر فيها المخبرون، ويحرك النظام الإرهابيين بالريموت كنترول.
يجب أن يثور الناس على التطرف والأيدلوجيا، وأن تتطهر البلاد ممن يدعمون الفوضى، كما يجب أيضاً أن لا تقبل الدول بخيارات عندما يتعلق الأمر بالجماعات المتطرفة، فالأسد نفسه يؤمن بما تؤمن به داعش في الدموية والاستهانة بالكرامة الإنسانية، ويجب أن يفهم المتحالفون ضد الإرهاب طبيعة المنطقة، وأن تعرف أميركا بالتحديد، أن الوضع المعقد بالعراق وسوريا يحتاج إلى قبضة حديدية، وأن لا تغويهم الرسائل التسويقية لأنظمة متطرفة لها مصالحها من إبقاء الوضع على حاله.
جو بايدن نائب الرئيس الأميريكي في زلة لسانه الأخيرة كشف جهل الإدارة الأميريكية لما يجري في الشرق الأوسط، وهذا يزيد الأمر تعقيداً، فالسياسة والمسايسة تقف عند ما يؤثر في أمن الحلفاء، فأميركا في الشرق الأوسط بلا حلفاء قد تخسر كل شيء وتدفع ثمن الاتجاهات غير المنضبطة التي قد تسلكها.
نحن جميعاً أمام تحديات كثيرة ومثيرة، من تغيير غير متزن، إلى تطرف ينمو بتسارع مخيف، وفوضى لا ضابط لها، ورهانات خاسرة من مؤدلجين جهلة، علينا أن نأخذ حذرنا من الممتطي الذي سقط وماتت مطيته الأولى ونهض ليمتطي مطية جديدة!.
الاندفاع الأيدلوجي المتمثل في المتأسلمين امتطى الثورة، وتلبس بالثورية حتى وإن كانت لا توافق أدبياته ومرجعيته، سقط الممتطي وماتت المطية، لذا جاءت فكرة الأمر الواقع، وهي ما يمكن تسميته بالفكرة «الداعشية» والتي ترعاها الأيدلوجيا الإخوانية الحزبية وإن أعلنت ظاهرياً رفضها والبراءة منها، ولعل موقف تركيا الأردوغانية مما تقترفه داعش يجعلنا نشك بالتوجه الإخواني المشبوه.. حكومة أردوغان التي تراجعت عن خطواتها الخجولة في دعم الحرب على الإرهاب واكتفت بعرضها لتدريب المعارضة السورية المعتدلة، تجعلنا نسأل عن استفادة تركيا الأردوغانية مما يجري في العراق وسوريا.
في خضم الأحداث المتسارعة هنا وهناك، قررت الدول المعتدلة أن تعلن بأن العدو رقم واحد بالنسبة لها في هذا الوقت هو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، وجعلها ذلك الهدف أكثر حزماً وعزماً على مواجهة من يحلمون بالبقاء والتمدد، وأجلت هذه الدول ربما خلافاتها الصغيرة والكبيرة لتوحد صفوفها وتقف بوجه الخطر الداهم.. هذا لا يعني بأن الأسد ونظامه نجحا في تجاوز ثورة الشعب هناك، كما لا يعني بأن نظام الأسد سيكون حليفاً في الحرب على الإرهاب، والسبب تبينه تقارير استخبارية أكدت ضلوع أقطاب من نظام الأسد في تيسير أمور التنظيمات المتطرفة، الأمر الذي مكنها أيضاً من القيام بعملياتها في العراق.
الرؤية الأكثر واقعية تقول إن إسقاط الأسد ليس أولوية الآن، رغم أنه نظام فاقد للشرعية، وحتى يسقط الأسد لابد من القضاء على الإرهاب الذي يتحصن به، والسيطرة على الفوضى التي تنهش في كيان الدولة هناك. ربما كانت الثورة السورية هي الأكثر صدقاً ومطالبها مشروعة أكثر من أي ثورة أخرى، لكن ما ترتب على هذه الثورة كثير من المآسي، وربما يكون السبب أنها بدأت كثورة لفظية تنظيرية، اصطدمت بواقع استدعى فعلاً عسكرياً لم يكن السوريون متهيئين له، وصعّب الأمر أنها دولة تديرها المخابرات وينتشر فيها المخبرون، ويحرك النظام الإرهابيين بالريموت كنترول.
يجب أن يثور الناس على التطرف والأيدلوجيا، وأن تتطهر البلاد ممن يدعمون الفوضى، كما يجب أيضاً أن لا تقبل الدول بخيارات عندما يتعلق الأمر بالجماعات المتطرفة، فالأسد نفسه يؤمن بما تؤمن به داعش في الدموية والاستهانة بالكرامة الإنسانية، ويجب أن يفهم المتحالفون ضد الإرهاب طبيعة المنطقة، وأن تعرف أميركا بالتحديد، أن الوضع المعقد بالعراق وسوريا يحتاج إلى قبضة حديدية، وأن لا تغويهم الرسائل التسويقية لأنظمة متطرفة لها مصالحها من إبقاء الوضع على حاله.
جو بايدن نائب الرئيس الأميريكي في زلة لسانه الأخيرة كشف جهل الإدارة الأميريكية لما يجري في الشرق الأوسط، وهذا يزيد الأمر تعقيداً، فالسياسة والمسايسة تقف عند ما يؤثر في أمن الحلفاء، فأميركا في الشرق الأوسط بلا حلفاء قد تخسر كل شيء وتدفع ثمن الاتجاهات غير المنضبطة التي قد تسلكها.
نحن جميعاً أمام تحديات كثيرة ومثيرة، من تغيير غير متزن، إلى تطرف ينمو بتسارع مخيف، وفوضى لا ضابط لها، ورهانات خاسرة من مؤدلجين جهلة، علينا أن نأخذ حذرنا من الممتطي الذي سقط وماتت مطيته الأولى ونهض ليمتطي مطية جديدة!.