للماءِ رغْوَتُه كما ليَ مِثله هذا الذي أدعوه مِن حرجِي الزَبدْ.. و الأرضُ مَهوَى الظِّل أعرجُ
«1» وريقات العمر تعوَّد كل صباح أن يتناول بأنامله ورقة التقويم، ويقطعها كنهاية لليوم الذي
أصدرت معدته أصواتا مكتومة, وضع يديه على بطنه لعل هذه الأصوات تخف, لكنها ازدادت حدة. وقف نادر
-1- وطني.. وأطرقَ خافقي يبكي.. ويبكي يا وطنْ وطني.. كبرتُ, وما كبر ـتَ, فآهِ منكَ!.. وآهِ
تحتسي قهوة الحياة على شرفة الغرق، ترتسم على ملامحها أيام الجدب وقسوة الأرق، تسدل من بين أصابعها
حاصره الفقر.. أثخنته الحاجة.. ثكلته اللقمة حتى أصبح طريد العمل، وأين العمل؟ فحين كان الليل
للمطر.. لرحمة ربي.. لأرواح استوطنت قلبي لسحابة بيضاء تظلني، لزهور حمراء تملأُ رئتي لطفلٍ يناغي،