ذات مرة قال لي (صديق شخصية مرموقة جداً) ممن خدموا ومازالوا يخدمون بلدهم وشباب وطنهم بكل تفانٍ؛ قال إنه ذُهل من رد (...) حين سأله قائلاً له: تُرى من يُحرك ساكنك لتثير مواضيع جُلها من نسج الخيال؛ ثم ما يلبث المشاهد اكتشاف بهتانك وزور إثارتك تلك؟.. من يا تُرى يقف خلفك.. يقول قلت ذلك بوجود شخصيات عدة أثناء مأدبة عشاء جمعتنا سويا؛ فكان الرد مزلزلاً حتى إنه أذهل تلكم الشخصية الراقية برده الفاضح جهاراً نهارا.. يحركني (البنك نوت.. طال عمرك).
لا يساورني الشك مُطلقاً في رواية (تلكم الشخصية الراقية المرموقة)؛ بل إن جُلّ ما يثير شكوكي؛ هو أن يكون قد بقي هناك اعتقاد لدى أصغر منتمٍ للوسط الشبابي والرياضي، يناقض إيمانه حقيقة أمثال هذا؛ الذي قال بعظمة لسانه وعلى الملأ أن ما يُحركه هي المادة.. ولا غرابة في ذلك الاعتراف المُخزي، لمن نقله (البرشوت) إلى إعلامي مبتز بسطوة الإعلام.
هو فيما أرى أعاد وجهة بوصلته المبتزة باتجاه القبلة الخاطئة تماماً حتى بات (مُحرّجاً ومُهرِجاً كالعادة) ليوجهها بكل سفاقة صوب من يتفق كل مواطن ومقيم على تقدير عملهم حد الثقة التي لا تتجزأ في رجالات أهم وأنجح قطاع صحي حيوي بالمملكة على الإطلاق.. رجال هيئة الهلال الأحمر السعودي)..!
ورغم تجاوب مساعد رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي حين إثارة تهمة تقصير رجال الهلال الأحمر في حالة اللاعب المتوفى بنادي الاتحاد - رحمه الله - حين قدم الرجل المُحنك المسئول كافة الأدلة التي تثبت عدم تقصير مُسعفي الهلال الأحمر تحديدا في قضية اللاعب المتوفى في أسوار نادي الاتحاد.. النادي الذي كان يفترض فيه وجود طاقم اسعافي طبي متكامل؛ كما هو مفترض في جميع اندية المملكة قاطبة. وحيث كان البيان واضحاً لجميع وسائل الإعلام، فقد وصلت الرسالة بوضوح تام لجميع الوسط الرياضي حينها، الوسط الذي كان وما زال يقدر الدور الكبير الفعّال لمسعفي هيئة الهلال الأحمر وتحديدا في رعايتهم جميع مناسبات الرئاسة العامة لرعاية الشباب وكافة أنشطتها الكروية والرياضية والشبابية.
لست هنا في موقع المحامي لهذا القطاع الحيوي الصحي الناجح جدا بنجاح وإبداع رجاله؛ وفي مقدمتهم الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر الذي حول في سنين قصار هذا القطاع من مجرد (جمعية) كانت تُعنى بنقل مصابي الحوادث المرورية إلى هيئة عالمية تجني النجاحات والإعجاب من كافة المنظمات الإغاثية حول العالم.
بل إن التطوير الذي شهدته تلكم النقلة النوعية من جمعية الى هيئة دولية الاعتراف بمنجزاتها الكبرى وصولا للإسعاف الطائر، الذي فتح آفاقا أرحب في نظرة وفكر الإسعاف الطبي على أحدث طراز وبأفضل الإمكانات التكنولوجية والبشرية التي وفرها مقام حكومة خادم الحرمين الشريفين لهذا القطاع الاسعافي الحيوي بمعنى الكلمة، القطاع الذي حلق بعيدا في فضاء الجودة والسمعة بسرعة الخدمة ودقتها محلياً وإقليمياً ودولياً.
قلت قلمي في حل من مجرد الدفاع عن هذا القطاع الحيوي الهام، إلا من أمانة القلم لمسعفين أنقذوا حياتي يوماً ما والتي أدين لهم بعد الله بالشكر حين أنقذوني إثر حادث اليم.. ولا أنسى لهم ما حييت سرعة إسعاف والدتي- حفظها الله- ونقلهم لها على وجه السرعة لأقرب مستشفى رغم أن ذلك العمل منوط بإسعاف المستشفيات الحكومية وليس من (عملهم) في شيء.. ولا يساورني الشك في أن مئات الآلاف مثلي يدينون بحياتهم شكراً وعرفاناً لهذا القطاع الحيوي ورجاله المخلصين، الذين يعملون الحساب لأجزاء الثانية الزمنية.. في إنقاذ المحتاجين لحظياً لخدماتهم الجليلة.. بل وأقسم برب السماء أنني الآن وأنا أسطر ما تقرأون أسمع من شرفة منزلي صوت سيارة إسعاف تهب لنجدة مستنجد برجال الإسعاف. أما في وسطنا الرياضي المليء بالأحداث التي تعتمد بعد - الله جّل في علاه - على خدمات مسعفي الهيئة، ولم يحدث يوما أن تلقى هولاء الرجال (الجنود المجهولون) لم يتلقوا مجرد كلمات الشكر والثناء - هم في غنى عنها أمام واجبهم الوطني والديني والانساني - إلا أن كلمة الحق التي يجب أن تُقال تُعد أبسط الحقوق التي يستحقها اولئك الرجال دون منة أحد.
ولمعرفتي الشخصية أن أولئك الرجال لا دخل لهم فيما يثيره عشاق الإثارة لكونهم رجال أفعال يتركون الحكي والبربرة له وأمثاله وينصب شغلهم الشاغل في إنقاذ.. حياة بشر دون تمييز لجنس وعرق ولون.. فما أبعد وأسمى وأرقى غايات مهنتهم الشريفة!
كان حرياً به ومن على شاكلته إبراز المطالبة بحقوق رجال الهيئة المادية لدى اتحاد الكرة المتراكمة منذ سنوات ولم يصرف منها ما يوازي جزءً يسيراً من عملهم الجبار.
بدلاً من توجيه بوصلة في الاتجاه الخاطئ تماماً لقطاع مهما قلنا فيه من عبارات الشكر والثناء فلن نبلغ ما يستحقونه؛ فضلا على ما يجدون واقعه من حقن الشارع الرياضي ضد عملهم الإنساني بسوط إعلام (إهلام) قفز ويقفز دوماً على المهنية بالبحث عمّا قاله الثقات من الرجال آنفا..!!
بالتوفيق لزعيم العالمية
أسأل الله - جّل في عُلاه - أن يوفق زعماء العالميّة لتحقيق البطولة الآسيوية التي دانت لهم مراراً وتكرارا.
وأن يُعلي هذه المرة اسم ورسم الكرة السعودية لاستعادة جزء من بريق فقدناه عنوةً، حتى جاء الدور على (رجال الهلال) ليستعيدوا ذلكم البريق المفقود منذ زمن.!
لا أعلم بأي وجه سيظهر (زواحف الأرض المستصحفين) في الحالين الفوز أو الخسارة - لا قدر الله - وقد تمنوا جهاراً نهارا خسارة (ممثل الوطن) مرعبهم.. الزعيم.
ما أعلمه حقاً، هو أن قافلة الزعيم تمضي لغايتها بكل جسارة وهؤلاء (يلهثون) أكرمكم الله.. بالتوفيق يازعيم وأعاننا المولى - عزّ وجّل - على الصبر في التعايش مع مثل تلك النوعيات من المخلوقات.. فأنفك منك وإن كان أعوج.
خُذ عِلْم
نثمن بحق توجه مجلس الوزراء الموقر بالسماح بزيادة أندية المملكة إلى 160 نادياً رياضياً.. لكن السؤال يبقى دوماً لأهل الشباب والرياضة وتحديدا اتحاد الكرة؛ هل نجحت المائة وثلاثة وخسمون نادياً في تحقيق رغبات الشباب ورعايتهم حتى يزداد العدد إلى 17 نادياً..؟ لا أرى في اتحاد القدم الحالي أي بوادر استعداد لحل مشاكل الأندية السابقة ناهيكم عن زيادة العبء على اتحاد يحتاج الحل والحلحلة قبل تنفيذ أي زيادة فعلية.!!
ضربة حُرة:
هيئة الهلال الأحمر.. إذا أتتك مذمة من ناقصٍ.. فهي الشهادة بأنك كاملٌ.!