عندما دعانا الدكتور محمد المشوح إلى لقاء مفتوح يوم الاثنين الماضي مع رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر د. عبداللطيف آل الشيخ لم يخطر في البال سوى ذاكرة الأمس الجيل الأول من رجال الهيئة (الراجلين) صور الآباء والأجداد الملتحين ممسكين بالعصا رمزية الهيئة والسن يذكّرون الناس بالصلاة ويمنعون المتحرِّشين (سويقة)، وصورة الجيل الثاني من سيارات السبعينات صالون الهيئة الأحمر الشهير، والجيل الثالث الحالي جيل الأسواق المغلقة والمول والأبراج، وسيارات الهيئة (الجيب) موديلات الألفية الجديدة والصالون الذي ما زالت سطوة صورته طابعة بأذهان الشباب من جيل (الحلل) والأسواق الطينية، وجيل الطفرة الاقتصادية الأولى بظهور حي الملز، السليمانية، العليا (شارع الثلاثين) وجيل الطفرة الاقتصادية الثانية طريق الملك فهد وطريق الملك عبدالله وأحياء شمال الرياض الجديد، كانت وما زالت صورة سيارات الهيئة حاضرة قد تكون اهتزت للمخاض الذي تعيشه لكنها لم تتغيّر، فقد ارتبطت الهيئة بسيارات من نوع الصالون استمرت عقوداً حتى حدث لها التغيير النوعي في المهام والأداء والآليات وبقيت الرؤية كما هي أمر بمعروف ونهي عن منكر، عنوانها المساعدة على نشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة، أيضاً بقيت الأهداف كما هي مع تعديل في البرامج.
الصورة الذهنية عن الهيئة لم تتغيَّر، كل الذي تغيَّر إيجاباً هو قائد الهيئة والدائرة اللصيقة من حوله، رئيس الهيئة يحمل فكراً إصلاحياً لجهاز الهيئة نقلة من المفهوم الضيق لحارسة الفضيلة إلى نشر الوعي المعرفي لمخاطر أكبر من الغزل في الأسواق، حرباً مبطنة لهدم بنية الإسلام وهدم بلادنا، الرئيس د. عبداللطيف يتعامل مع ما يُسمى بالخطايا على أنها جرائم كبيرة معاول هدم تستهدف نهش البناء الجسدي والنفسي لبلادنا، وهذا ما يفسر حجم المخدرات وتجارتها الدولية التي تستهدف بلادنا وبخاصة الأفيون والحبوب، كذلك الحرب التي لا تنتهي من تصنيع الخمر الرديء والمغشوش والمهرّب الأصلي وهي ضمن تجارة دولية وعصابات وليس السلوك الشخصي للأفراد، أما الأخطر فهي جرائم على العقيدة والفكر الإسلامي، هي أخطر لأنها تنخر في الفكر والثقافة الإسلامية تقوم على التشكيك والشعوذة والدجل والشطحات، حرب تقوم على التشكيك في بنية الإسلام ورموزه الدينية التاريخية وفي قيادة هذا الوطن وحماة الدين، حرب منظَّمة تدعمها دول تمولها بالمال والفكر والإعلام وتريد لدولتنا أن تعصف بها رياح الربيع العربي.
(يتبع)