نعست واحة الأحساء الخضراء ليلة الثلاثاء الماضي على جريمة إرهابية نكراء راح ضحيتها مواطنون أبرياء على يد حفنة مجرمة من أصحاب الفكر الضال، تلك الجريمة التي شهدتها قرية الدالوة بالمحافظة الهادئة التي ترمز بقوة لوحدة وتماسك نسيج الشعب السعودي. هدف العملية الخسيسة وضح من الوهلة الأولى لسماع نبأ الجريمة موقع تنفيذها، وكان مجسدا في محاولة دنيئة لإثارة الفتنة بين أبناء الشعب، وهو الأمر الذي دأبت قوى التطرف والظلام على محاولة بثه وزرعه في مواقع شتى من الوطن الحبيب، وفي فترات متفاوتة، ولكنها محاولات صبت جميعها في خانة الفشل، وما جنى مخططوها وممولوها ومنفذوها سوى الخيبة والخسران. وكانت الجهات الأمنية كما عهدناها سريعة في ردة فعلها وتعقبها الجناة وإطاحتها ببعض العناصر المتورطة في الجريمة بعد ساعات معدودة من حدوثها؛ حيث لاحقتهم وحاصرتهم في عدة مواقع من المملكة وهو ما أثلج الصدور وجد ثقة الشارع في أجهزته الأمنية. تلاحم الشعب السعودي، عقب الجريمة كان رسالة واضحة للإرهاب الأسود بمخططاته وعناصره وبواعثه، وجاءت ردة فعله متناسقة ومتطابقة مع الرأي الرسمي وبيان هيئة كبار العلماء والبيان الذي أصدره علماء الأحساء الذي أدانوا فيه الجريمة وأكدوا على وحدة الشعب السعودي وتماسك مكوناته، وأنه لا مجال للنيل منهما. إن الضربات المتلاحقة التي وجهتها الجهات الأمنية مؤخرا لقوى التطرف، أفقدتها توازنها ودكت أوكارها وأصابتها بحالة من الهوس وفقدان الوعي، وظنت تلك القوى الباغية أنها بجريمتها الأخيرة في بلدة الدالوة قد تحقق هدفين؛ أولهما زعزعة الأمن في الواحة وثانيهما بث الفتنة بين أبناء الوطن باختيارها حسينية بلدة الدالوة مسرحا للجريمة، ولكنها ما جنت -كعادتها- سوى الفشل واللعنات، فبعد ساعات من وقوعها راح المجرمون يتساقطون كالفئران في قبضة رجال الأمن، وما زادت الجريمة أبناء الشعب إلا تماسكا وإلتفافا وترابطا. تأثرنا جميعنا بجريمة الدالوة ولكننا جددنا العهد على وحدتنا وتماسكنا ووقوفنا صفا واحد ضد قوى الشر والتطرف والإرهاب البغيض الذي أثبتت المواقف ووثقت الأيام أنه لا مكان له في مملكتنا الحبيبة ولا صدى لأفكاره في قلوبنا العامرة بحب الخير والتسامح. والثابت أننا جميعا أبناء الوطن نستنكر جريمة الدالوة وننتظر محاكمة الجناة أمام العدالة، ونعزي أنفسنا قبل أهالي الضحايا؛ ولما لا؛ فالمصاب واحد والوطن واحد والمصير واحوالدعاء واحد أن يحفظ الله بلادنا من كل مكروه ويرد كيد الكائدين.