(الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها) والمفسدون لا يألون جهداً في إثارة الفتن والقلاقل في أي جزء من العالم ما دام يخدم أجندتهم الفاسدة الداعية دوماً إلى إراقة الدماء وزعزعة الأمن وإخافة الآمنين.
الأحساء التي عُرفت بدماثة خُلق أهلها، وتماسك أسرهم وتواصلهم، كما قال لي يوماً الشيخ الدكتور قيس آل مبارك واصفاً حال المجتمع الأحسائي بأنه مجتمع ما زال متمسكا بتواصل أسره وتعاونهم، وما زالت الجلسات العلمية لدى الكثير من الأسر قائمة مما يدل على أن هذا المجتمع يتمتع بنُبل الأخلاق وكريم السجايا.
المجتمع الأحسائي من أفضل المجتمعات ثقافة وعلماً وأدباً، وما أجمل أدباء الأحساء وأعذب شعرهم، هذا القول ينسحب على أُناس الأحساء كافة دون تمييز بين طائفة وطائفة، فهم المتحابون المتعاونون، والمنصهرون في بوتقة واحدة, أهل زرع وحرث وبناء..بناء الأرض وبناء الإنسان.
قدمت بهذه المقدمة من أجل أن أصل إلى نقطة مهمة توضح لماذا اختارهؤلاء المجرمون هذه القرية الأحسائية دون سواها، هم بلا شك لم يفعلوا هذه الفعلة هكذا دون تخطيط ودون نظرة شيطانية رسموها -وخاب وخسر من رسم- أخذهم فكرهم الآثم إلى أن إثارة الفتنة في أجمل مكان إنساني هادئ وديع سيحقق هدفهم في جعل المنطقة في حالة صراع طائفي يحرق الحرث والنسل ويفجر بركان العداوة بين أهل هذا المحافظة ليمتد إلى ما هو أبعد.
فعلوا هذا وغاب عن فكرهم الإجرامي أن هؤلاء المواطنين من أكثر مواطني المملكة حرصاً على الوحدة، وحرصاً على اللحمة الوطنية، وحباً للقيادة، هذا القول لم آت به من عند نفسي وإنما يشهد به تاريخ أهلنا في واحة الأحساء.
مجرمون قتلوا أبرياء، نتيجة فكر الخوارج الذي أهون الأمور عندهم إراقة الدم، فهم على مرالتاريخ سفاكة دماء، لا يمكن أن يعيشوا ولا أن يتعايشوا مع المجتمعات إلا بالإرهاب، وشواهد التاريخ أكثر من أن تُعد.
قلت مراراً وتكراراً، وأقول اليوم أن الأحداث لا تزيدنا في هذا الوطن إلا تماسكاً ولحمة، فلله المزيد من الحمد والثناء.
أهلنا في الأحساء من الرياض من مكة والمدينة من شمال البلاد وجنوبها، من شرقها لغربها من حاضرتها وباديتها، منا جميعاً لكم كل الحب وكل الأخوة والمودة، نحن الرياض ونحن هجر, نحن كل الوطن، ونتم كل الحب والعطاء للوطن.
للقيادة..نحن منكم جسداً واحداً، كما أنتم لنا، لا نشتكي ألماً وأنتم معنا، ولن تشكوا -بإذن لله- فرقة أبداً فالشعب على العهد ضد كل باغٍ حتى وإن كان عضواً في الجسد.
والله المستعان.