هل وزارة الصحة مطالبة ومعنية بتوفير (علاج لأسنان) المواطنين والمواطنات المُهملين؟ وتعديل مظهر(الفم) لدى نسبة كبيرة من المجتمع؟ أم أنها تعتبر خدمات تجميلية، وعلى المواطن الدفع مقابل الحصول عليها؟!
الأبحاث العلمية التي أجريت مؤخراً على جماجم (سكان أوروبا) في العصور الماضية تقول: إن أسنانهم كانت سليمة، ولم تظهر عليها عوامل (التسوس) والبكتيريا التي يعاني منها البشر اليوم؟!
الحقائق الطبية تظهر أن (التدخين، وشرب الخمور، وبقايا الوجبات السريعة) مع عدم تنظيف الأسنان بانتظام، ربما هي السبب خلف ظهور مشاكل الأسنان في أوروبا، نتيجة سلوكيات خاطئة في المقام الأول!
ولو اتجهنا نحو العالم العربي والخليجي تحديداً سنجد أن المشكلة أكبر، حيث غياب ثقافة الحفاظ على (سلامة الفم والأسنان) أصلاً، حتى في المناهج الدراسية، للبدء مع الطفل منذ مرحلة الطفولة؟!
في بلادنا على سبيل المثال، تشكل نسب - تسوس الأسنان - المرتفعة في المجتمع - مشكلة كبيرة - لدى معظم الأسر، مع وصول الأمر إلى معدلات عالية جداً تناهز الـ 90% من المجتمع السعودي خصوصاً الأطفال، هذا كله يخلف أعباء صحية واقتصادية ونفسية كبيرة على المواطن السعودي، بعضها ملموسة ويُشعر بها، والبعض الآخر نفسي خفي، وهذه مسؤولية وزارة الصحة بكل تأكيد، نتيجة نقص عيادات الأسنان الحكومية في مستشفياتنا؟!
فمع غياب أي خطط - فاعلة - تساعد في توعية المجتمع, وتثقيفه منذ البداية وسط ارتفاع تكاليف علاج الأسنان، تتسبب أزمة (المواعيد طويلة المدى) في عيادات الأسنان الحكومية، إلى وقوع (المواطن) فريسة سهلة (للعيادات الخاصة)، مما يتسبب بشكل رئيسي في العزوف عن حل المشاكل الرئيسة، وعلاج الآثار الجانبية فقط، مع البحث عن الحلول السريعة، منخفضة الكلفة، وهو ما يُفاقم من (مشكلة الأسنان) لدى المجتمع؟!
مجتمعات فقيرة مثل (بنجلاديش، الهند، سيرلانكا، نيجيريا وغيرها من الدول الإفريقية ) سبقتنا في هذا المجال، ونجحت في توعية الجيل السابق بضرورة الحفاظ على (صحة الفم) لكلفة العلاج الباهظة، والنتيجة انظر إلى أسنان أي (عامل) قادم من تلك المجتمعات، وستشعر بالفرق بيننا وبينهم؟!
على وزارة الصحة تغيير إستراتيجيتها في طريقة العلاج الآنية، وإيجاد حل لمشاكل الأسنان، ووضع خطة وطنية - فاعلة - للحفاظ على أسنان الجيل الصاعد، حتى نصل إلى ما وصل إليه (فقراء العالم) على أقل تقدير!
وعلى دروب الخير نلتقي.