في خضم الحملات الدعائية للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها يوم 23 نوفمبر الجاري، وفيما ينغمس المترشحون الـ25 في نشر وعودهم العريضة وغير الواقعية يميناً وشمالاً، ركز البعض منهم، خاصة ممن كانوا يتمسحون على باب حركة النهضة، لقاءاتهم الشعبية خلال اليومين الأخيرين على الرد على حركة النهضة التي قررت ترك حرية اختيار المرشح الذي يناسب قواعدها دون وصاية ولا تعليمات.. بعد مخاض عسير، استغرق أسابيع، زادته تعقيداً النتائج المفاجئة للحركة في التشريعية بعد فوزها بالمركز الثاني وراء نداء تونس، الحزب الذي بلغ عامين من عمره فحسب، بادر مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي وزعيم حزب التكتل ومرشحه للرئاسية والحليف الأصغر للترويكا المستقيلة بنقد موقف النهضة المفاجئ بالنسبة إليه؛ إذ صرح بأنه كان حرياً بالنهضة أن تتخذ موقفاً واضحاً من الرئاسية، مشيراً إلى أن الفرصة متاحة أمام التونسيين لتدارك الموقف والتصويت لفائدته. ولم يتجاسر ابن جعفر الذي يقرأ ألف حساب لردود أفعال القواعد النهضوية، التي يتجاوز عددها 800 ألف ناخب، على انتقاد الحركة بقسوة، بل إنه ألمح إلى إمكانية أن تدعو النهضة أنصارها سراً إلى التصويت له.
من جهته، رحب عماد الدايمي الأمين العام لحزب المؤتمر الحليف الأكبر للترويكا المستقيلة بموقف النهضة، معتبراً بكل دبلوماسية تفرضها الحاجة الظرفية أن فسح المجال لمناضلي النهضة هو إشارة إيجابية باعتبار أنهم حريصون على التوازن والحفاظ على السقف العالي من الحريات، ولا يقبلون بالتغول. مضيفاً «نفهم هذه الرسالة كرسالة إيجابية، يمكن أن تدفع عدداً كبيراً من أبناء النهضة وأنصارها والتونسيين للتصويت للمرزوقي كضمانة للمرحة القادمة».