توجهت اعداد كبيرة من الشاحنات والدبابات والعربات العسكرية المحملة بالاسلحة الثقيلة أمس الاثنين باتجاه مناطق شرق اوكرانيا التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا مع تزايد المخاوف من عودة الحرب الشاملة الى المنطقة المضطربة.
وشاهد صحافي من وكالة فرانس برس 21 شاحنة وست دبابات و14 مدفع هاوتزر تتجه الى دونتيسك أمس الاثنين بعد وصول تعزيزات كبيرة اخرى من الاسلحة الثقيلة الاجد الى المنطقة التي تعتبر معقلا للانفصاليين. وميدانيا في اوكرانيا تصاعد القصف في المنطقة المحيطة بدونتيسك ما زاد من القلق حول احتمال استعداد الانفصاليين لشن هجوم بعد اسابيع من الاشتباكات المنفصلة.
وأعرب البيت الأبيض الاحد عن قلقه من الانباء بشان التعزيزات العسكرية، وحذر من ان اي مساعي للانفصاليين للسيطرة على مزيد من الاراضي سيكون «انتهاكا سافرا» لاتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في ايلول/سبتمبر وادى الى وقف القتال الا انه لم يوقف عمليات القصف المنفصلة لعدد من النقاط. وقالت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الامن القومي الاميركي في بيان «نحن قلقون جدا ازاء احتدام المعارك في شرق اوكرانيا وازاء المعلومات الواردة خصوصا من منظمة الامن والتعاون في اوروبا والتي تشير الى استقدام الانفصاليين مدعومين من الروس لقوافل كبيرة من الاسلحة الثقيلة والدبابات» الى مناطق المتمردين».
كما أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني ان انباء وصول تعزيزات عسكرية الى مناطق الانفصاليين «تعتبر تطورا مقلقا للغاية» داعية روسيا الى منع اي تحركات اضافية «للقوات والاسلحة والمعدات». كما دعت جميع الاطراف الى «ضبط النفس» وقالت ان على روسيا العمل من اجل التوصل الى حل سلمي مع احترام سيادة اوكرانيا.
وأثارت التعزيزات العسكرية في الايام الاخيرة والتي شاهدها صحافيون اجانب وعناصر منظمة الامن والتعاون في اوروبا، المخاوف بعد ان جدد الجيش الاوكراني الاحد اتهاماته لروسيا بنشر قوات لدعم الانفصاليين استعدادا لشن هجوم جديد. الا ان روسيا نفت مرارا مشاركتها في اي قتال في شرق اوكرانيا، رغم انها تصرح بتزويد الانفصاليين بالدعم السياسي والانساني. وتثير التحركات العسكرية الجديدة المخاوف من الانهيار الكامل للهدنة المستمرة منذ شهرين للحرب التي ادت الى مقتل نحو اربعة الاف شخص منذ نيسان/ابريل، بحسب ارقام الامم المتحدة. وتحدث الصحافيون عن سماعهم اصوات قصف متقطع في منطقة دونتيسك ليل الاحد الاثنين بعد نحو 24 ساعة من قصف مدفعي عنيف هز معقل الانفصاليين في قتال هو الاعنف هناك منذ الهدنة التي تم التوصل اليها في 5 ايلول/سبتمبر.
وذكر الجيش الاوكراني الاحد ان ثلاثة من جنوده قتلوا واصيب 13 اخرين في قصف على مواقع حكومية في تلك المنطقة. كما قتل شرطيان اوكرانيا ومدني في القتال، بحسب الجيش. وتسببت الازمة الاوكرانية التي فجرتها قبل حوالى سنة حركة احتجاج موالية لاوروبا في كييف وتعرضت للقمع العنيف، مما ادى الى سقوط النظام الموالي لروسيا، في اسوأ تدهور للعلاقات بين موسكو والغرب منذ نهاية الحرب الباردة.