الصدفة نائمة في حيز السكون.. إن لم توقظها بفعل ولو بسيط.. لن تحصل على شيء.. هي تختلف عن اصطياد الفرص.. الأولى تنتظر منك التحرك والثانية افتعال.. غير الوجوه ووسع دائرة معارفك تكون صدفة الحب الثاني إليك أقرب.. تجاوز خيبة الترقية التي تجاوزتك وغير الأماكن.. قد يكون حظك المهني في مكان آخر لم تتوقعه.. فإنك إن قبلت الانكسار ظناً منك أنها المعركة الأخيرة.. فأنت عقدت السلام مع الانهزام.
حطم قيودك.. فالعادة عبودية تسلبك أجمل الصدف التي كلما تأخرت عن إيقاظها توارت في بحر أعمق مما كانت.. إن لم تحركها يد أخرى أبت أن تبقى في الظل منتظرة من يأتي.. ولا يأتي!
تحرك نحو حريتك.. افعل ما تريده لأنك تريده.. واترك للبشر حرية التفسير والامتعاض والتكهن.. يكفي أن تتقدم نحو رغباتك التي جعلت بينك وبينها حاجزاً من وهم رفض الآخرين وغضبهم.. فليغضبوا.. ماذا سيفعلون.. حتماً النتيجة لا شيء.
الذل أن تفعل تحت وطأة الخوف من الفقد.. والعزة أن تأخذ ما أنت مقتنع أنه يسعدك دون أن تترك للآخرين طريق التدخل في شئونك.. أنت تعرف ماذا تريد.. لذا تحرك.. انتفض.. وخذه.. منذ متى وأنت تنتظر؟
للرغبات عمر وشهية.. تكبر وتكبت.. فتنسى رغبتك معنى التأجج مثلك.. وتحفر لها قبراً يسعها مع أخواتها.. فهو انتحار جماعي.. واحدة تلو الأخرى.. حتى يعلن الجسد عجزه حتى عن التنفس.
إذا أمعنت النظر في الوجوه الحزينة المقهورة.. ترى ملامح موت الرغبات تغلفهم بظلال الشيخوخة والتلف.. جثث تتمشى دون صوت.. دون اعتراض.. دون تمرد.. إن تحدت حاجز الخجل فإنها تشكو لمن لا يملك لها حلاً عدا مشاركة الألم..!
يقول النحات الرسام مايكل أنجلو: «في أي قطعة رخام أرى تمثالاً واضحاً يقف أمام عيني وقد تم تصميمه بشكل رائع، وكل ما كنت أفعله هو إزالة الجدران الصلبة التي تغلف صورته الجميلة، ليراه الجميع كما أراه أنا».
وأنت ارفع أزميلك واطرق عليه برفق في أعماقك.. واكسر عن كاهلك من يستوطن ظهرك.. إنه الشخص الذي تخشى أن تقول له: لا.. والذي لا تستطيع أن تشرح له أفكارك.. وتسرد له التبريرات في كل مرة يعقد فيها حاجبيه.. تحرر من قيده.. إن كان مادياً فانحت صخر العمل واستغن عنه.. وإن كان عاطفياً لن تموت إن تركته فأنت ميت معه.. تفحص أسباب هيمنته.. واكسرها واحداً تلو الآخر.. وحرر الإنسان في داخلك.. وأيقظ الصدف النائمة في طريقك.