شهدت بلادنا أحداثاً مؤسفة نتيجة الغلو والتطرف من قِبل بعض الفئات وسقوط أبرياء في كل من الأحساء وبريدة وشقراء, وكلنا نعرف أن التطرف ليس له دين ولا مذهب فهو ينبع عن أحقاد وكراهية من فئة محدودة ضد آخرين وهنا يخرج الأمر عن المنطق والعقل ويتخلّى المتطرف عن إنسانيته ومن ثم لا يعرف غير لغة الموت وهذا ما شهدناه, على سبيل المثال في الأحساء من مقتل مجموعة من الأطفال الذين لا يعون منطق المذهب والاختلاف.
وقد وضح من التعاطف الكبير الذي عبَّر عنه كثير من الشعب من قبل مسؤولين ومثقفين وشخصيات عادية أنهم يرفضون مثل هذا التوجه الذي يؤدي إلى احتقان وفرقة, ويشعل نار الفتنة بين أبناء هذه البلاد, ولعل ردة الفعل القوية والتحام الشعب عامة في رفض مبدأ العنف والتطرف دليل على أن هذا التوجه دخيل على بلادنا, وليس له قبول بوجه عام, كما أن الزيارات الكثيرة التي قامت بها جماعات وأفراد لتقديم واجب العزاء لأسر المتوفين دليل آخر على وحدة واتحاد هذا الشعب وانصهاره في بوتقة واحدة هي الوطن.
وعلى مسار آخر كان لرجال الأمن دورهم المميز في التصدي للمجموعات المتطرفة وهنا نجد أن رجل الأمن يضحي بحياته من أجل الآخرين ومن أجل وطنه, يموت لتكون حياة الآخرين آمنة, ولا شك أن مشهد أطفال الشهداء الذين ضحوا بحياتهم كان مؤثراً، ولا شك أن الزيارات التي قام بها المسؤولون إلى أسر الشهداء كما فعلوا مع أسر الذين استهدفوا في الأحساء فيها كثير من الحكمة والتعبير عن التآزر والتضامن والتلاحم.
دعاء لكل أولئك الذين سقطوا في تلك الأحداث بالرحمة والغفران والأمل أن يكفي الله هذه البلاد شر الفتنة والفرقة.