منظرُ زوجته، وهي فاسِرة ثوبَها واضعة البطة بين فخذيها قابضة على منقارها والبطة شاحطة في عنقها تعف برأسها من الألم تحاول إفلات منقارها من قبضة الزوجة التي تغط يدها الأخرى في طبق وتبدأ بغفص محتواه ثم بمهارة صانع تخرج كرة خبز مبللة بالماء وتدفسها بمنقار البطة ثم تحز بأصابعها على بلعوم البطة لتدفع تلك الكرة الناشبة وتمررها على طول رقبة البطة، لم يكن يمثل له شيئًا سوى زوجة ترعى بيتها بهمة وحماس. بعد خروجه من الاعتقال المؤقت الذي نصحه فيه محاميه، طالما لا علاقة له ولا معرفة بالشباب الذين ذهبوا من الريف إلى القاهرة لإحداث بعض المشكلات السياسية، بالإضراب عن الطعام. ونصحه زملاء الزنزانة بترك عبط المحامين حتى لا يُدفع إلى عذاب الإطعام القسري خصوصًا بعد سماع استحداث طريقة جديدة فيه مستوردة من زبانية جوانتانامو، اقشعر جلده لها وصار يدعك أنفه يستشعر الأنابيب تعبره لتقديم الغذاء. صرخ في زوجته لتكف عن هذا التعذيب بعدما رأى أن الحالة تطورت من فَسْر الثوب إلى صكّ الزوجة مقصَّ ساقيها على البطة: أليست لها روح تعاف وترغب وتحس ككائنات الله الباقية؟!
ردتْ عليه بالمَثَل: «تموت شبعان ولا تموت جوعان!» وهذا العذاب لن يدوم فأنا أطعمها لتسمن ونذبحها.
- تطعمينها لتذبيحها.
سأل رجلاً من الأمن تطعمونني عنوة وقسرًا لمَ؟ إذا كانت زوجتي تطعم البطة عنوة وقسرًا لتذبحها؟
قال رجل الأمن: نطعمك حتى لا نتهم بذبحك.