اقترب الصغير حفيد صغيرتي مني يسألني لماذا قُتلت قطة «سماح»..؟
ولماذا قُتل الطفل الذي في عمره في شرورة مخنوقاً بالشماغ..؟!
ولم أكن قد قرأت عن قطة سماح شيئاً، أما طفل «شرورة» فقد مررت بخبره..
أعدت إليه السؤال بآخر: كيف علمت بالخبرين..؟
قال عن طريق «الإنترنت»، أحب قراءة الأخبار، ولكنها تخيفني..
قلت له إنها أيضاً تزيدك وعياً.., هزّ رأسه بالإيجاب.. فأضفت له: في كل مجتمع بشري هناك من البشر يا صغيري الحسن والسيئ, أي الطيب والشرير, ولا يقوى الطِّيب في نفس الإنسان فيمنعه من الشر إلاّ بالإيمان، وبالخشية من عقوبة الله, وبالأخلاق الحسنة, ولا يزيد الإنسان تمادياً في الشر, والخطأ إلا العكس حين يضعف إيمانه, ولا يخشى ربه, ولا يتحلى بالأخلاق الحسنة, وهذا ما حدث في شأن «قطة سماح» التي لم يخلص معالجها في تشخيص حالتها, ولم يصدق مع سماح في إبلاغها بالخطأ الذي وقع فيه عند معالجتها,...
أما طفل شرورة فكان على والديه ألا يسمحا له بأن يرافق السائق بمفرده، وهو في سن مبكرة, لا يستطيع الدفاع عن نفسه، فذهب ضحية مرض السائق، وضعف إيمانه، وعدم خشيته من ربه، وسوء خلقه,..
هؤلاء يا صغيري مفسدون في الأرض، وسيجدون عقوبتهم, قال: أصبحت أخاف مما أقرأ, وأشاهد.., وكثيراً ما أقلق، ولا أنام، وعندما أستيقظ للمدرسة أكون خائفاً..
تحدثت معه طويلاً, وعدت لمناقشة الأمر مع والدته, ثم قررت أن أنقل هذا الحوار إليكم، لعله ينبه إلى أمرين: الجانب السالب من نشر, وتناقل الأحداث التي من اليسر أن يطلع عليها الصغار, وضرورة حماية الأهل لنفسيات صغارهم، وذلك بمشاركتهم مصادر تلقيهم، وأنواع ما يتلقونه من جانب آخر..
فقربا من أبنائكم مع كل ما يفترض أنه ساد من الوعي بحاجاتهم في هذه الانعطافة التاريخية المدهشة من متغيرات العصر.....!
كان حفيد صغيرتي الذي جلس إلي, وفضفض بمخاوفه يعبئ تفكيري.. وأنا أودعهم عائدة.., وظل يحرض مشاعري.., ويثير في دخيلتي العديد مما يتعرض له جيل «الإنترنت».., ومواقع التواصل الحديث, وبين أيديهم قد فتحت كل الطرق... لكل الأمور..!!