السعوديون و (الجن)!

وسائل إعلام عالمية وعربية، تناقلت في الأسبوع الماضي، صورة يُقال إنها (لطفل سعودي) صوّره والده في غرفة منزلهم، وعند مشاهدة الصور عقب عدة أيام اكتشف وجود (جني) مُبتسم وعريان، كان بجوار (ابنه)؟!.

{وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ}, العلم لا زال عاجزاً عن اكتشاف ورصد تحركات (الجن) في عالمنا، مع تكذيب بعض العلماء أصلاً - من غير المسلمين - لفكرة وجود (عالم آخر أو أرواح) تقاسمنا الحياة على الأرض، ونحن نجحنا في تصويرهم (بكاميرا فورية)؟!.

ارتباط (الجن) أعاذنا الله شرورهم (بالسعوديين) عبر وسائل الإعلام الأجنبية أمر في غاية الغرابة والسذاجة، ويحتاج لمُعالجة وتدخُّل لمنع المزيد من هذه الفضائح الإعلامية ! ولربما كنا السبب في هذا الأمر من خلال نشرنا لبعض الأخبار (المُختلقة) بحثاً عن الإثارة ؟! رغم أنّ الإعلام السعودي لا يوجد به ولا صحيفة (صفراء واحدة), إلاّ أنّ ممارسات بعض الصحفيين والصحف تحتاج إلى (كارت أحمر), وطرد من المهنة، لأنّ الإنذار (بالأصفر) لم يعد مُجدياً مع هؤلاء !.

من يقف خلف أخبار من نوع؟! (جني سعودي) ينشىء حساباً عبر تويتر، ويغرد لمتابعيه؟! الجن يُطلقون ألعاباً نارية في (مستشفى عرقة) والسعوديون بالمئات يقتحمون المستشفى لطردهم؟! شيخ سعودي يحاور جنياً على الهواء مباشرة من خلال حواره مع امرأة تُعاني الصرع؟! جني يُشعل النيران في منزل سعودي (10 مرات) والدفاع المدني يؤكد؟! جني في القصيم يصرخ بعد أن حاصره الأهل بالقرآن (أريد الخروج، مليت 3 سنوات وأنا مُرسل من قِبل ساحر سوداني إليكم)؟! جن يقودون السيارات الخالية من أصحابها في المدينة المنورة ؟! وغير ذلك من القصص التي باتت أضحوكة الإعلام العربي والأجنبي، وهنا لا ننسى موضة (فساد بعض المشايخ والقضاة) بسبب تلبُّسهم (بالجن) أثناء الدوام الرسمي ؟!.

هذه أخبار مُخجلة، لا تليق بمجتمع واع، ولا تعكس مستوى ثقافة (المجتمع السعودي المسلم), فنحن نؤمن بوجود الجن، كما أخبر القرآن والرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، أما ما يحدث ويتم تداوله ونشره من تلك الأخبار فهو يدعو للحيرة ؟!.

لا أعرف هل نعتذر لكل من قرأها ؟ أم نعتذر (للجن) الذين تجنّينا عليهم ؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي.