لم ألتق بالأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز سوى مرة واحدة، وكان لقاءً عابراً حيث شرفنا سموه بحضور زفاف شقيقتي الكبرى بالرياض قبل نحو 14 عاماً، ولمست عندها مدى تواضعه، وسجلت هذا الإنطباع في ذاكرتي.
هذا التواضع الجم لم يتغير، وهو يتقلد مسؤوليته في أمارة عاصمة وطني الحبيب، وقلب العرب النابض، الرياض، بل زاده قرباً من المواطن وهمومه، وبات يشاركه في كل أحواله، يفرح لفرحه، ويشاركه في حزنه، واليوم يزداد سموه قرباً من اخوانه الرياضيين السعوديين والخليجيين من خلال حضوره اللافت في خليجي 22.
فالأمير تركي لم يكتفِ بالحضور الرسمي للافتتاح، والالتزام بالبروتوكولات المعهودة في اللقاءات الخليجية بين المسؤولين والقيادات الشبابية والرياضية فحسب، فهاهو يجلس في حوار مع قناة بي ان سبورت لدقائق معدودة بعيداً عن الرسمية، ثم يفاجيء برنامج «المجلس» بإطلالة عابرة لم يكن مرتباً لها، قبل أن يلبي دعوة كبير الهلاليين الأمير بندر بن محمد في حضوره مأدبة العشاء احتفاءً بالوفود الخليجية، والإبتسامة على محياه، والأحاديث الودية لم تفارقه في حضور يحسب له كمسؤول.
أمير الرياض الشاب بعث من خلال حضوره المميز رسائل عدة للمجتمع الرياضي من اداريين واعلاميين وجماهير، وقيادته الجديدة من أبرزها أنه معهم في كل الخطوات التطويرية النيرة المقبلة دعماً لشباب ورياضة الوطن.
ولعل التقارب العمري بين الأمير والقيادة الشبابية الجديدة ممثلة بالأمير عبدالله بن مساعد، والنسبة الغالبة من الفئة العمرية الشابة التي تهتم، وتتابع الرياضة «كرة القدم على وجه التحديد» سيخدم كل المشاريع المقبلة التي تتعلق برياضة الوطن وخاصة أندية وجماهير الرياض بشكل تتكامل فيه جهود جميع القطاعات مع توجهات وخطط الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
عندما يقترب المسؤول من المواطن، ويشاركه همومه، فإن المعوقات لأي عمل ستذوب، وعجلة التنمية ستتحرك بكل حب نحو القمة.
اختطاف الإعلام الرياضي
قدم الزميل علي الصحن تقريراً استقصائياً لافتاً بعنوان: لجنة الإعلام الرياضي .. أمر دبر بليل.
ولعل السؤال الذي خرجت به عقب قراءتي للتقرير، ومتابعتي للتشكيل المفاجئ والمرتبك والمضحك في آن واحد لهذه اللجنة.. لماذا يصر مجموعة من المحسوبين على الإعلام الرياضي «اختطاف» هذا الإعلام من مرجعيته، وأهله وناسه وخاصته من الإعلاميين الرياضيين حقاً الذين مارسوه في الميدان قبل أن يتسنموا دفة قيادته من واقع المسؤولية؟
لماذا يتسابق مجموعة معينة ومحددة ممن لا علاقة لهم أصلاً بالاعلام الرياضي، وهم القادمون من صفحات الفن والشعر، أو الذين هبطوا إلى ساحة الإعلام الرياضي بـ»باراشوت» الواسطة ، أو القرابة، أو العمل بنظام « الأخوياء»، على إقصاء الإعلاميين حقاً؟!.
بالرغم أن هؤلاء لا يكتبون رأياً مفيداً، ولا يملكون أدوات النقد، ومؤهلات الاعلام الحقيقية، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولكنهم يتكاثرون عبر الفضائيات، وأعمدة الرأي في المواقع والصفحات الأقل قيمة وجودة، والمناسبات الاجتماعية وفق «تمثيل ممنهج»، وبتكلف مصطنع، وتنظير سامج .. ولو رجعت لتاريخهم لوجدت ما يزكم الأنوف، ويعمي العيون.
ينبغي للإعلام الحقيقي، والمؤسس علماً ومهارةً وخبرةً أن يبادر الى تحجيم هذه النوعية التي تلبس ثوباً ليس بثوبها، وتطفح انتهازيةً للعب أدوار ليست لها طمعاً في مناصب وحباً للظهور ..
أخيراً ...
اللهم لك الحمد حتى ترضى
ولك الحمد إذا رضيت
ولك الحمد بعد الرضا.