لن أعد أو أستعرض أو أذكر ما أسهمت به أمانة الرياض من دعم وتشجيع واحتضان للمسرح، أو ما مُنح في الكثير من المهرجانات من مساحة لروافد الثقافة، تشكيلاً أو شعراً أو تصويراً فوتوغرافياً، في أيام الأعياد، أو مساهماتها في المناسبات الوطنية، أو في ربيع الرياض، التي حققت بها الأمانة الكثير من النجاح الذي يمثله إعجاب المجتمع وارتياحه.
هذا هو التميز والتنوع والمزج بين دور الأمانة (الخدمي) واهتمامها بتقديم سُبل إبراز إبداعات الشباب المختلفة، وفي مقدمتها الأنشطة الرياضية التي خصصت لها الأمانة في كل حي مساحات للمشي، أو ممارسة كرة القدم، أُعدت إعداداً رائعاً من زراعة نجيل، أو سياج يمنع الكرة من الخروج من الملعب، وحتى الخدمات الأخرى، من حمامات وخلافها.
هذا كله يجعلنا - نحن المهتمين بالفنون والثقافة - نطمع في أن تتوسع دائرة اهتمام الأمانة ببقية المواهب، وإنشاء مراكز في الحدائق، أو ضمن المساحات الرياضية في الأحياء، لمنح المواهب الأخرى في القراءة والرسم مجالاً، من خلال هذه المراكز التي يمكن أن تضم مكتبة الحي، ومرسم المواهب، وقاعة للمحاضرات للتوعية في المجالات المتعلقة بالتعامل مع ما يتم من إنشاءات في الحي، وبما تقوم به البلديات من خدمات تحتاج لوعي أهالي الحي، لجعله حياً حضارياً، يكمل مسيرة حضارة وبناء الرياض، التي تشكل الأمانة أحد أبرز الفاعلين فيها.
هذا المطلب ليس صعباً في حال تضافر الجهود بدعم من رجال الأعمال، الذي يتمثل في تولي تغطية تكلفة بناء المراكز مقابل تسميتها باسم من يقوم ببنائها، ودعم من وزارة الثقافة والإعلام بتقديم ما يغطي أرفف المكتبة.
في هذا التكامل وتحقيق هذا المطلب ما يحل الكثير من القضايا، وخصوصاً تنمية مواهب وقدرات شباب الأحياء، والاستفادة من طاقاتهم الإبداعية في كل السبل، وجذبهم وإبعادهم عن حالات الفراغ التي يعيشونها، ويبحثون عن ملئها بالتجمعات غير النافعة، التي استُغلوا فيها، ووُجّهوا إلى ما يضرهم ويضر الوطن.. إذ سيقدَّم لهم في تلك المراكز في حال تنفيذها مساحة من تنمية قدراتهم، بالتعاون مع مكاتب التربية والتعليم ومدارس الحي، من خلال تطوع المعلمين المتخصصين في مجالات الثقافة والرياضة والفنون المهارية.. فالحي يحتضن العديد من الموهوبين على اختلاف أعمارهم، وبوجود مثل هذه المراكز ووضع برامج لكل الأعمار، مع وضع أوقات لكل عمر ولكل موهبة، سينتج جيل مبدع مشارك في بناء حضارة الحي، ثم المدينة فالوطن.
أعود إلى أمانة الرياض، دون أن أنسى بقية الأمانات في مدن وطننا العزيز، لكنني - بكل أمانة - أرى أن لدى معالي الأمين المهندس عبد الله المقبل الكثير من الرؤى والكثير من الرؤية واستشراف المستقبل لتكون الرياض ذات خصوصية، لا تتوقف عند ما يعرفه الناس من مشاريع في تخصصات ومهام الأمانة، بقدر ما التطلع إلى الكثير من الأدوار المكملة لذلك الدور المعتاد.