ما إن خفت حدة انتشار رقية مزايين النساء التي تكاد تكون مراسيم معتادة بعد كل حفل زفاف أو وليمة كبرى تحضرها بعض النساء المصابات بهلاوس الحسد والعين والمبالغة فيها.
ما إن ارتفع الوعي قليلاً وزاد اليقين والاعتقاد بأن لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا، حتى ظهرت علينا حكاية رقية مزايين الإبل! قد تكون الإبل أغلى أقياماً من النساء، وصحيح أنها عند البعض أقرب إلى النفس من الزوج والولد، لكن هذا لا يبرر إقامة الخيام على التلال الرملية لبيع عبوات زيت الزيتون والماء والوزالين المنفوث فيه من ريق الوعاظ الصالحين المشهورين للرقية على الإبل.
إننا في الوقت الذي نعتبر سباق الإبل جزءاً من تراثنا والمناشط التي تُقام حوله دون مبالغة هي من مثيرات الفرح والطقوس الاجتماعية التقليدية مثلها مثل حفلات الإسبان وتجمعهم عند مصارعة الثيران فإننا ندعو إلى أن تستثمر هذه المناسبة للتوعية ورفع المستوى الثقافي وزيادة التقارب الوطني عبر تذويب القبيلة والاهتمام بالوحدة الوطنية، كما يمكن استثمارها اقتصادياً واجتماعياً في عرض منتجات الأسر البسيطة ودعم المشاريع الصغيرة وتوجيه الاهتمام إلى الوعي بقيم الإنتاج لا الاستهلاك.
لكن أن تتقهقر هذه المناسبات وتكرس دهن الإبل بزيت الزيتون المقروء فيه..
فإن هذا مما يثير الأسى!