يعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم يوم الجمعة القادم في اجتماع عاصف يعقده مجلس إدارته في جدة قراره النهائي بشأن الجهاز الفني للمنتخب الأول لكرة القدم بقيادة الإسباني لوبيز كارلو، قرار لوبيز جاهز كما يبدو، وتم اتخاذه في أروقة الاتحاد من قبل أعضائه بعد مشاورات واجتماعات غير رسمية بين الأعضاء، وقد أصبح مطلباً عاماً في المجتمع الرياضي، ولم يتبق سوى إعلانه رسمياً..
إقالة الجهاز الفني ليس القرار المنتظر، المنتظر ما بعد الإقالة، المدرب البديل الذي سيقود المنتخب خلال الفترة القادمة قبل المشاركة في بطولة أمم آسيا السادسة عشرة في أستراليا والتي لا يفصلها سوى بضعة أسابيع قليلة.
الأسماء البديلة المتداولة جميعها من نوعية (الرجيع) بمعنى أنها أسماء لمديرين سبق لهم التواجد والعمل في الكرة السعودية مدربين لبعض أنديتها الكبيرة، وتمت إقالتهم وإلغاء عقودهم - بطريقة أو أخرى - وهم ما زالوا على رأس العمل، والحجة في التوجه أو العودة إليهم هو أنهم على علم ومعرفة بالكرة السعودية، وتلك حجة ضعيفة وليس أمراً دقيقاً بالنسبة لهم جميعاً، باستثناء واحد منهم هو مدرب النصر الأسبق الأورغواني السيد دانييل كارينيو فهو الوحيد الذي يُعد قريب عهد بالعمل في نادٍ سعودي، أما البقية الباقية فإن أقربهم له ما يزيد على موسمين رياضيين منذ غادر الكرة السعودية، وهناك من له ما يقرب من عشر سنوات منذ ترك الكرة السعودية.
الاستعانة بمدرب سبق وأن درب فريقاً سعودياً لتدريب المنتخب فكرة طُبقت من قبل سنوات طويلة، ولم تُؤت أُكلها في أغلب المرات التي تم اللجوء فيه إليها، وحسب متابعتي فإنها - في العهد القريب - بدأت منذ عهد (الأورجواني) عمر أبوراس عام 1988م، مروراً بكاندينو (93م) وكالديرون (2006م) وباكيتا (2007م) وأنجوس (2008م) وانتهاءً ببوسيرو عام 2011م، وحتى المدرب الأخير الإسباني لوبيز نفسه يُعد مدرباً (رجيعاً)، إذ جاء في الأصل (مستشاراً) لمنتخبات الفرق السنية، ثم تولى منصب المدير الفني للمنتخب الأول (مؤقتاً) نتيجة فراغه إجبارياً، قبل أن يصبح مدرباً رسمياً ليكون مصيره الإقصاء أسوة بكل رجيع قبله، وليضاف اسمه إلى قائمة (التجارب الفاشلة) في الكرة السعودية في هذا المجال.
لقد فشلنا في استثمار والأخذ بالتجارب الناجحة من رياضتنا وأنديتنا أو غيرها، ومن العار أن التجارب الفاشلة التى لم نجن منها سوى المزيد من السقوط والمزيد من الاستنزاف المادي ما أن تتوقف حتى نعود إليها من جديد ونكررها ثانية، وكأننا لا نتعلم ولا نتعظ ولا نريد أن نتغير!!.
كلام مشفر
- حتى المدرب البوسني (وحيد خليلوفيتش) الذي تداول اسمه وراجت أنباء عن قرب التعاقد معه يُعد من الرجيع، فقد سبق له العمل مع الكرة السعودية، حيث درب فريق الاتحاد عام 2006م وطرد شر طردة، ولا يلغي ذلك نجاحاته مع الفرق والمنتخبات لاحقاً، ولكنه يبقى ضمن قائمة التجارب السابقة.
- صحيح أن مرحلة المنتخب القادمة مرحلة حرجة، والمدرب القادم سيأتي في وقت صعب ومهمة أصعب، لكنها ليست (وقتية) كما يفترض، وإنما هي مستمرة وبالتالي فإن المدرب القادم لا يُفترض أن يأتي لمهمة استثنائية هي بطولة كاس آسيا فحسب، وإنما لعمل مستمر بعد ذلك ولسنوات.
- وفق دراسة عملية فإن مدربي المنتخب السعودي الأول لكرة القدم أقل المدربين بقاءً عالمياً بواقع أحد عشر شهراً لكل مدرب، وخلال 42 عاماً درب الأخضر السعودي 46 مدرباً، وهذا رقم قياسي يدخل موسوعة جينيس للأرقام بسهولة.
- دعونا نجرب لمرة واحدة، أو نحاول التجريب بأن يكون المدرب القادم (جديداً) يأتي لأول مرة إلى المنطقة وهو ما لم يحدث منذ سنوات إلا لمرات محدودة، وأن يكون هدفنا عالمي جديد يأتي ويُترك يعمل بفكره وخياراته وتوجهاته، دون أن تكون أستراليا محطة محسوبة له أو عليه، فحتى لو أحضرنا (كونسلتو) من المدربين النتيجة معروفة سلفاً.
- الجمعة الخامس من ديسمبر قرار المدرب، ويوم الاثنين القادم الموعد المحدد من قبل الاتحاد الآسيوي لتسليم قائمة اللاعبين المشاركين في أمم آسيا، المدرب القادم أياً كان لن يتمكن من المشاهدة والاختيار وتسمية القائمة.
- السؤال: القائمة التي ستقدم وسيشارك بها المدرب الجديد، هل سيضعها الإداريون أم أن المشاركة ستكون بالقائمة التي قدمها لوبيز قبل إقالته؟!.
- لم ترتق مباراة الكلاسيكو في الكرة السعودية الاثنين الماضي إلى المستوى المأمول والمنتظر من الجماهير السعودية والمتابعة للدوري السعودي، كانت المباراة تكتيكية بحتة، مقفلة جداً، خلت من الأفعال الكروية الجميلة، الهلال كان الأفضل نسبياً وبوتوركا الاتحاد قدم أوراق اعتماده بقوة.