اختلف العلماء حول وقت دخول (المربعانية) هذا العام، فلم يبق (فلاحاً)، ولا (ملاحاً) إلا وأدلى بدلوه، مكذباً حسابات، وتواريخ (المراكز العلمية)!
وطبعاً لدينا في المملكة قضيتان لا تخضعان لأي حسابات فلكية البتة، هما دخول (شهر رمضان) التي تعتمد على رؤية الهلال، ودخول (المربعانية) التي تعتمد على رؤية (خلاقين الشتاء) وقد لبسها البعض من (الخزائن والرفوف) مباشرة، ولعل من - رحمة الله - بنا أن جعل (الثوب الأبيض) والغترة أو الشماغ، هي الزي المُتعارف، والمتفق عليه، أغلب أيام السنة، وإلا (لشفنا) العجب العجاب؟!
للأسف لا توجد لدينا (مسطرة) لقياس وتحديد معايير (الموضة الرجالية) شتاءً، فالمسألة تعتمد على مدى (لسعة البرد) التي تحدد ما يمكن ارتداؤه عندما ترتعد الفرائص، فلا توجد معايير مُتفق عليها للألوان والموديلات التي يُحبذ لبسها، وأعتقد لو أن (خبير موضة)، أو (مهتماً) بتنسيق ومزج الألوان، مر بشوارعنا هذه الأيام، لشد شعره من التركيبات (الداعشية المُتنافرة) للألوان المُختلطة، فالأسود مع الأحمر والأزرق والأخضر، حتى إنه يصعب أن تفرِّق بين بعض (موديلات الأشمغة) التي يرتديها (شبابنا) بحثاً عن الدفء، وتلك الخياش، أو الشيال التي يتم ربطها بعبق الماضي، ولا أعرف هل المشكلة في الاختيار؟ أم أن المشكلة في المعروض أصلاً؟!
لا شك أن البرد قارس، ونحن معذورون فيما نرتدي، مع إحجام خبراء (الموضة) عن تثقيفنا وإفادتنا، ومع تجاهل وزارة التجارة (التي تشبه أرامكوا) في نشاطها ودقتها هذه الأيام، عن (إلزام التجار) بتركيب ألوان متجانسة، قبل البيع على المستهلكين بدلاً من سياسة (تصريف المخزون)، لذا أعتقد أنه لم يتبق أمام كل (صاحب شنب) سوى الاستعانة بصديق؟!
وخير مُعين لتجاوز (أزمة الألوان) التي يعيشها الرجال هذه الأيام؟ هم النساء (الأمهات، الزوجات، الأخوات، البنات) فاستعن - يا رعاك الله- باستشارتهن، واعتمد بعد الله على (تنسيقهن)، قبل أن (تدرعم) بتلك الألوان الصارخة، والمتنافرة، التي تؤثِّر في المزاج العام، وتصيب غيرك (بالكآبة) والضيق..!
وعلى دروب الخير نلتقي.