بصراحة... أصبح جلياً وواضحاً أن تواصل الإخفاق المتتالي على مختلف الأصعدة وخاصة كرة القدم هي نتيجة استمرار بعض الأشخاص الذي لا يملكون الفكر الذي يستطيع النهوض برياضتنا وخاصة كرة القدم، لقد تغير الرؤساء والأسماء وحتى الأسلوب الحديث الذي نتج عنه انتخاب آخر اتحاد لم يستطع أعضاؤه إضافة جديد أو كسر حاجز الاخفاق.
واليوم أرى ان كرتنا ستستمر في معاناتها في ظل استمرار أشخاص أكل عليهم الدهر وشرب، فجميع من حولنا يتطور ويبني ويخطط، ونحن نستمر في الصراعات وشخصنة الأمور والبحث عن المصالح الشخصية وضمان المناصب غير آبهين بأي مستقبل أو تطور، وقد تابعنا جميعاً ما حدث بعد الخروج المرير في بطولة احتضنتها بلادنا، حيث اشتدت وتيرة النقد ورمي الإخفاق على أطراف تهربت وذابت بعدما كانت تعتقد أنها هي الصح والبقية مخطئون، ولم يكن أجمل مثل ما تفوه به المشرف على المنتخب وتحديه غير المبرر لرئيس اللجنة الأولمبية، حيث أبت ومن معه فشلهم الذريع واتضح جلياً أنهم فضلوا مصالحهم الشخصية على رياضة الوطن في تعدد المناصب وفرض الرأي والإصرار على الخطأ وغير مستغرب منهم في ظل الفكر القديم الذي لا زالوا يختزلونه في عقولهم وأكبر دليل هو تهديد اللجنة الأولمبية شاهراً سيفه مهدداً بالفيفا.
هل يعقل أن تسند أي مناصب أو مسؤوليات لمن يخلق جدلاً في منظومة العمل الرياضي لدينا؟ وهل شاهدتم هذه الصراعات الواضحة في أي رياضة غير رياضتنا؟؟
مبروك للعنابي
على النقيض لما يحدث لدينا حققت قطر كأس الخليج من أمام منتخبنا وأمام أكثر من 60 ألف متفرج صدموا واحترقت قلوبهم للوضع المأساوي الذي كان عليه منتخبنا، وهذا لا يقلل من استحقاق المنتخب القطري والذي أكرر له التهنئة على الإنجاز الذي يعتبر نواة لما خطط له وسيكون قاعدة انطلاق صلبة كيف لا ومعظم عناصره من الوجوه الشابة.
منتخب قطر كبير بعطائه وإخلاص رجاله، لم تكن بدايته قوية ولكن كان تخطيطهم واضحا وهو العمل التصاعدي وينطبق على ادائهم المثل الشعبي (أكل العنب حبة حبة) وبالفعل حصلوا على ما خططوا له واعتبروه بروفة أولية للانطلاق إلى العالمية، تعادل في اللقاءات الاولى وتأهل بطريقة السهل الممتنع ولم يكن مقنعا في البداية ولم نسمع أي انتقاد أو عتاب لا من الاعلام القطري ولا الرأي العام في قطر، بل لزم الجميع الصمت وانتظروا النتائج وهذا هو العمل الناجح ونتائجه تكون واضحة وحمل الكأس.
إن التخطيط الذي رسمه القطريون وحصلوا على كأس الخليج الأخيرة صورة مشابهة إلى حد كبير للتخطيط الذي عمله الإخوة الاماراتيون وحصلوا على منتخب مميز وكان اول حصاده خليجي 21 في البحرين في 2012.. لا أملك إلا ان أهنئ الشعب القطري وأتمنى مزيداً من التوفيق والتميز للبلد الشقيق قطر في جميع المجالات.
الجزيرة تواصل تميزها
لم أخطئ في يوم قلت: إن جريدة الجزيرة هي جريدة الجميع وهي المتميزة والمنفردة دائماً في الأولويات وتغطية جميع الاحداث في جميع أنحاء المعمورة، ولم يكن انفرادها وتواجدها وحيدة في المحفل الآسيوي الأخير إلا دليل على ما ذكرت وتغطية الملحق الرياضي في الجريدة للاحتفالات الآسيوية هو الوحيد من بين جميع وسائل الإعلام السعودية رغم وجود كيانات اعلامية متخصصة فقط في المجال الرياضي ولم تكن تغطيتها عادية، بل كانت أكثر من مميزة بشهادة الجميع وهذا غير مفاجئ إذا ما ادركنا انه تم إسناد هذه المهمة لشخصية إعلامية مرموقة أفتخر بها كثيراً وهو الأستاذ القدير أحمد العجلان ناهيك عن المتابعة المباشرة في جميع التغطيات والأحداث للأستاذ القدير محمد العبدي والذي خلق التميز والألفة والمحبة بين مجموعة العمل الموجودة ومن هنا أجدها فرصة ان أهنئ نفسي قبل غيري في هذا الصرح العملاق ولن أقول: إن شهادتي بها مجروحة بل أقول: إنني فخور في الانضمام إليها وأشهد الله على ان من مكاسب حياتي هي وجودي بين كوكبة أفتخر بها كثيراً ويقف خلف هذا التميز رجال وقامات يفخر بها الوطن ورجاله.
نقاط للتأمل
- الإخفاق الذي حصل مؤخراً لم يكن وليد الصدفة أو مفاجئا، فالأمور واضحة من الأساس فلا مدرب ولا إدارة ولا إشراف، بل تجارب متواضعة مع منتخبات ضعيفة وهذه النتيجة طبيعية.
كان الجميع يلزم الصمت ويبتعد عن تشخيص الأمور بواقعية ويركزون على شخصنة الأمور وعندما وقع الفأس في الرأس سلوا سيوفهم ووجدوها فرصة لتصفية الحسابات.
- قلتها سابقاً وأكررها لاحقاً بأن اللاعبين لدينا يؤدون في أنديتهم أفضل بكثير مما يؤدونه في المنتخب ويعود ذلك إلى الدفع المادي ومنظومة الاحتراف السيئة لدينا.
- كل شيء كان في دورة الخليج غير جيد بداية من حفل الافتتاح وغياب الجماهير ناهيك عن عدم التنسيق في استقبال المدعوين مما جعل أحد المدعوين يعود من المطار وأخيراً التراشق الإعلامي والاتهامات التي حدثت بين البعض.
- غياب الجماهير عن مساندة المنتخب وهجرها لمبارياته وفي المقابل حضور غير طبيعي لمباريات الدوري يؤكد ان الجماهير لم تعد تثق في المنتخب ولا المنظومة القائمة عليه.
- انتقدت المدرب لوبيز كثيراً كمستشار وليس كمدرب والأحداث أثبتت انه حتى لا يستشار فيما يعمل وأكبر دليل اعتماده على اللاعب تيسير الجاسم في اربع مباريات والتخلي عنه في الخامسة.
- سبعة عشر يوما ولا أحلى من خلال برنامج صدى الملاعب على قناة ام بي سي قضيتها في ثنايا دورة الخليج وكانت مميزة وجميلة مع زملائي بقيادة الزميل مصطفى الاغا الذي ساعدنا على الإبداع بمساحة كبيرة من الحديث عن البطولة بإيجابياتها وسلبياتها المتعددة.
خاتمة: يجب على الإنسان أن يكون ناضجا بما يكفي ليقر بأخطائه وذكياً بما يكفي ليتعلم منها وقويا بما يكفي ليصححها.
ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.