قبل أيام عُقد في طهران العاصمة الإيرانية اجتماعٌ ضمَّ وزراء خارجية نظام ملالي إيران جواد ظريف ووزير خارجية نظام بشار الأسد وليد المعلم وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري وعدداً من قادة وممثلي المليشيات الإرهابية العاملة في الأقطار العربية، إذ مثل حزب الله اللبناني أحد قادته العسكريين، ومثل حركة حماس الفلسطينية أحد القياديين، إضافة إلى ممثلين عن الحوثيين في اليمن، وحزب الدعوة العراقي، وحركة بدر التي يرأسها هادي العامري، وممثل عن مليشيات عصائب أهل الحق ومليشيات أبي الفضل العباس.
هذا الاجتماع الذي جمع ممثلي المليشيات الإرهابية بوزراء خارجية أنظمة يتعامل معها المجتمع الدولي كدول تحظى بتعامل دبلوماسي ودولي، يمنح المليشيات التي شارك ممثلوها في الاجتماع شرعية، في وقت تنادي جميع الدول بمواجهة الإرهاب تقوم هذه الدول بمنح الشرعية لهذه المليشيات الإرهابية، رغم أن هذه الدول تدعو لمكافحة الإرهاب.
نظام إيران الداعي لهذا الاجتماع والذي يزعم بأنه يهدف إلى تشكيل تحالف لمواجهة الإرهاب، وكأنه يواجه الإرهاب بإرهاب مضاد، إذ إن جمعه لكل ما شاهدناه من مليشيات إرهابية ومن مكون طائفي واحد وبحضور وزراء خارجية دول إنما يعطي شرعية إقليمية لعمل إرهابي منظم يخترق أمن دول عربية عديدة، فالتحالف الإرهابي الإقليمي الذي لا يخجل وزراء خارجية دول المشاركة فيه يضم مليشيات تمارس أعمالاً إرهابية في لبنان وسوريا والعراق واليمن، والأدهى من ذلك أن اجتماع طهران لوضع إستراتيجية جديدة للإرهاب شهد مشاركة ممثلين لحركة حماس الفلسطينية، وجماعة شباب الصومال، إضافة إلى قوات الدفاع السوري (شبيحة بشار)، وحوثي اليمن، وحزب الدعوة العراقي والمليشيات الطائفية العراقية ممثلة بفيلق بدر، ومليشيات عصائب أهل الحق وأبي الفضل العباس. إذ اعتبر المحللون السياسيون مشاركة جواد ظريف وزير خارجية نظام ملالي إيران عملاً متوافقاً مع رعاية هذا النظام الذي بنى سياسته على التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وتدمير الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، ومشاركة وليد المعلم كونه يمثل نظاماً يعتمد على المليشيات الإرهابية لبقائه، فكيف يُفهم مشاركة إبراهيم الجعفري وزير خارجية العراق، في ظل دعوات وادعاءات بأن حكومة حيدر العبادي تنهج نهجاً غير طائفي وتحارب الاقصاء والتقسيم الذي كان يسير عليه نوري المالكي.
الأخطر من كل هذا بأن قيام إيران بالعمل على إقامة تحالف طائفي أسمته بالإستراتيجي للمليشيات الإرهابية سيمنح الشرعية للمليشيات الإرهابية الأخرى، ويطرح تساؤلاً لأتباع المكون الإسلامي الثاني الأكثر عدداً وعُدّة عن معنى مواجهة المليشيات الإرهابية الأخرى كداعش وجبهة النصرة وأحرار الشام والقاعدة، فيما تعمل حكومات إيران والعراق وسوريا على دعم وتقوية المليشيات الإرهابية من المكون الآخر.