لعل أهم منجز لوزارة الثقافة والإعلام هو إنشاء هيئتين، إحداهما للإذاعة والتلفزيون، والأخرى للإعلام المرئي والمسموع. وسنفترض أن الوقت ربما لم يكن كافياً، أو أن الظروف لم تساعد الهيئتين على تحقيق ما كان مأمولاً منهما؛ لذلك فإن على الدكتور عبدالعزيز الخضيري أن يضع هاتين الهيئتين على رأس قائمة ملفات وزارته الجديدة.
بوصفنا إعلاميين، نلمس أن على التلفزيون أن يدخل دائرة المنافسة بأي شكل من الأشكال. وهو لن يفعل ذلك بالفكر والممارسة الراهنتين. هذه المؤسسة تملك كل فرص النجاح، لكنها تقيّد نفسها بقيود وهمية، اسمها «الخصوصية». وكل الذين يستخدمون هذه الورقة يظنون أن المراقبين للشأن التلفزيوني أو حتى المشاهدين سيقبلون بها كتبرير للقصور الواضح في تسجيل موقف مهني للتلفزيون السعودي. مستحيل أن يقبل بها أحد لسبب بسيط، هو أن كل تلفزيونات العالم تحترم خصوصية بلادها، لكنها تقدم كل ما هو متميّز، وليس كما هو حاصل معنا، نتخذها كذريعة لتقديم أعمال لا ترقى لمستوى التحدي، لا على مستوى الشكل، ولا على مستوى المحتوى.
أمام الدكتور الخضيري جبال شامخات من المهام الصعبة، ولكي ينجزها سوف تدمى قدماه، وتتصلب عضلات ساقيه؛ وذلك لأن العاملين في الحقل التلفزيوني في المرحلة السابقة، الذين لم يقدموا ما يمكن أن يُلتفت له، سيُشعرونه حينما سيتحدث معهم بأنهم سادة العمل التلفزيوني، وأن ما أعاقهم هو «الخصوصية» فقط لا غير!
* في اليومين القادمين هناك المزيد من التنبيه.