الحمد لله رب العالمين الذي كتب وقدر الموت لكل حي قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ .
والحمد لله أولاً وآخراً الذي جعل المصيبة ككثيب الأمل الممتد تفرقه الرياح ولكل منا ذكرى تلازمه بدوران تاريخها وتذكر أيامها ولكن ذاكرة الابن لأبيه ولأمه لا يطويها الحدثان ولا تغيب عن الأذهان، تلك الصورة هي التي أشعر بها حينما أتذكر والدتي - رحمها الله- وقد حلّت ذكرى تاريخ وفاتها حينما كان ذلك يوم الجمعة 15-2-1434هـ.
تلك الذكرى التي ما زال صداها يرن في أذني ويسير بين عيني أتلمس طريقي وأصغي سمعي لعلي أرى طرفاً من خيال لها أو أسمع صدى من صوتها، يحملني الأمل فأستيقظ منتبهاً راجياً أن يكون ذلك ولو في منامي.
والدتي سلام الله عليك ما حلّ الليل والنهار، وتعاقب الصيف والشتاء وما أشرقت الشمس وهلّ الهلال.
سلام لمن جلوسها تذكّر وعبادة، وسرورها محبة واجتماع، وحزنها صبر واحتساب، فقدت والدتها وبعد سنتين زوجها وفقدت عدداً من أبنائها وإخوانها، أصابها المرض ووقع عليها حادث، وكانت محتسبة متحمّلة، عكر زمانها فما زادها إلا حسن ظن بالله سبحانه وتعالى، اللهم اغفر لها ولوالديها ولزوجها وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات.
والله الموفّق..