الطريقة التي تعاقد بها الاتحاد السعودي لكرة القدم ومن خلفه رعاية الشباب مع المدرب الروماني كوزمين لتدريب المنتخب السعودي بنظام الإعارة من الأهلي الإماراتي، ولمدة شهر واحد فقط، كحالة إنقاذية، مع أن الاتحاد السعودي لكرة القدم يعلم مسبقاً أن المنتخب سيدخل منافسات دولية وأجندة لمدة (8) سنوات قادمة: دورة الخليج 2014م، تصفيات آسيا 2015م، كأس العالم في روسيا 2018م وكأس العالم في قطر 2022م.. هذه الطريقة وحالة كوزمين تلخص عقلية الإدارة في بعض قطاعاتنا. فمن تصله هذه الحقيقة والممارسة من قطاع عام يدرك أن بعض خططنا ومشروعاتنا تعمل بنفس طريقة إعارة كوزمين، أو طريقة معالجة الاتحاد السعودي (كيف يفاجئنا الحدث)، وبمباركة من رعاية الشباب؛ لتدفعهم للتحرك في اللحظات الأخيرة رغم علم رعاية الشباب والاتحاد بمواعيد دورة الخليج وآسيا وروسيا وقطر بوقت طويل.
للمقاربة مع الثقافة الإدارية والتخطيط بفرض الواقع وغياب الاستراتيجيات، وكأننا بلا مؤسسات ولا عمل مؤسسي ممنهج بخطط مبرمجة مسبقا، فإن هناك مشاهد أخرى هي ما أعلنته الهيئة العليا لتطوير الرياض؛ إذ (نصحت الهيئة المواطنين باستخدام طرق بديلة لطريق الملك عبدالله، نظراً لبداية مشروع النقل العام من طريق الملك عبدالله غرباً حتى استاد الملك فهد شرقاً). في الواقع، ليس طريق الملك عبدالله وحده يحتاج إلى البحث عن بديل، بل الرياض جميعها تحتاج إلى البحث عن شوارع بديلة. ففي هذا الركن من الرياض تم تعطيل طرق رئيسة في مربع محدود من الرياض، هي: طريق الملك عبدالله (10)، طريق الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد (9)، طريق أبو بكر رضي الله عنه، طريق الملك عبدالعزيز.. جميعها معطلة، ليس بسبب القطار والنقل العام، إنما تعطيل سابق وبسنوات لإنشاء جسور وأنفاق، تجاوز بعضها أربع سنوات، وقد زادت من أزمة مشروعات النقل العام التي بدأت هذه الأيام. كان بإمكانهم التعجيل في إنجاز الأنفاق والجسور المتعثرة في طرق عديدة، مثل طريق الملك عبد العزيز وطريق سعد بن عبدالرحمن وطريق سعود بن عبدالعزيز (9) وطريق الملك عبدالله شرقاً وطريق خريص وطريق العروبة غرباً قبل هذا التاريخ. كانت هناك فرصة لإنجاز هذه الطرق قبل أن تصبح متعثرة ومتأخرة عن موعد العقد، لكنها أُهملت حتى وصلنا إلى معالجة على طريقة كوزمين، وابحثوا عن طرق وشوارع بديلة.