نقلت الصحف عن أمير منطقة الرياض قوله إن نسبة الإنجاز في مشروع النقل العام بمدينة الرياض بلغت 10 بالمائة، وهي النسبة المحددة في الجدول الزمني لهذا المشروع الذي يشمل القطار والحافلات.
أعتقد أن هذه المعلومة ستفرح سكان الرياض كثيراً ليس فقط لأن المشروع فاقم من زحام الطرق في المدينة ولكن أيضا لأنه أصبح من النادر أن يتم تنفيذ المشاريع وفق جداولها الزمنية المحددة سلفاً. فالمشكلة التي يعاني منها الناس، والتي هي حديث المجالس ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، هي تعثر المشروعات والتأخر الشديد في تنفيذها. وقد نقلت وسائل الإعلام أيضا عن وزير النقل أنه قدم إنذاراً نهائياً للمقاول الذي ينفذ مشروع قطار الحرمين بالالتزام بالمواعيد المحددة للتنفيذ وتقديم خطة لتلافي التأخير خلال شهرين وذلك كي يتجنب إجراءات قد تصل حد سحب المشروع منه.
لقد رصدت الدولة ميزانيات ضخمة لإنجاز المشاريع التنموية، ولكن يعيب هذه المشاريع البطء في تنفيذ معظمها.
ويمكن أن نفكر بعشرات الأسباب التي تؤدي إلى تأخير تنفيذ المشاريع، ومع ذلك ليس هناك أي شك في أن هذا التأخير يدل على وجود مشكلات جذرية بحاجة إلى الحل.
وقد أصبح من الشائع المطالبة بأن تقوم أرامكو السعودية بالإشراف على أي مشروع متأخر لأن تجربة أرامكو كانت دائماً ناجحة في تنفيذ المشاريع الخاصة بها أو الموكولة إليها من الحكومة.
وهنا يتساءل البعض عن مدى وجاهة الأسباب التي يتم ترديدها لتبرير تأخر تنفيذ المشاريع التي تشرف عليها الأجهزة الأخرى طالما أن أرامكو او غيرها تستطيع ذلك عندما تتوفر الإرادة.
كما أن تجارب العديد من الدول الأخرى تدل على أن بالإمكان تنفيذ مشاريع مماثلة في أوقات تقل بكثير عن الأوقات التي يستغرقها تنفيذ مثيلاتها لدينا وبميزانيات تقل أيضا عما يرصد لميزانيات مشاريعنا.
على أي حال، رغم المعاناة بسبب تنفيذ مشروع النقل العام بالرياض، فإن ما يتمناه سكان هذه المدينة هو أنه كما تم تنفيذ 10 بالمائة من المشروع وفق الجدول الزمني المحدد سيتم ايضا تنفيذ التسعين الباقية في وقتها المحدد.
فالمعاناة عارضة وستزول، لكن المكاسب كبيرة من تنفيذ مشروع النقل العام بعد أن وصلت المدينة حد الاختناق في زحمة شوارعها وطرقاتها.