«لن تكون هادئا إلا إذا كنت منشغلا بما تعمله»
هكذا يقول زرادشت
العقل الإنساني خلقه الله ليفكر ويعمل وينتج، وهذا ما يميزه عن البهائم التي إن لم تجد ماتأكله تأكل بعضها أو تموت، حيث لاتملك العقل الذي يجعلها تنتج لتعيش.
الانشغال بالعمل والتنمية والإنتاج أحد أهم ركائز الأمن للمجتمعات والأفراد.
فترك الناس بلا عمل أو تحت مايسمى بالبطالة المقنعة يؤدي إلى تفرغهم للمماحكات ونزول مستواهم إلى الخوض في أحاديث وجدل عقيم ومن ثم تنشب الخلافات وقد تتطور إلى ضرب وتعديات جسدية.
ولذا فإن ارتفاع نسبة الجريمة يزداد طرديا مع نسبة امتداد وقت الفراغ.
ويكون الخطر أكثر في حال التجمعات العملية منخفضة المستوى والتعليم فيكون الميل لديها للعنف أكثر.
لذا فإن من أهم أسباب تحقق الهدوء وقلة نسبة الصراعات والاختلافات في أي مؤسسة هو أن يكون هناك وضوح رؤية في المهام ووجود عمل يمكن القيام به والا حتكام للقانون في أي اختلاف حيث القانون يملك الموضوعية التي تفتقدها الاجتهادات الشخصية.
حين يكون لكل الموظفين عمل يؤدونه، عمل يزجي عليهم الساعات الطويلة ويحفزهم على البقاء على مكاتبهم بدلا من (الهجولة) بين المكاتب أو في سياراتهم في الشوارع حتى يحين موعد توقيع الانصراف.
فإن الهدوء يعم المكان، والصراعات تتلاشى وتكون منافسات شريفة تزيد من قيم الإنتاج.
إذ لايبقي الناس هادئين وسعيدين إلا إحساسهم بأنهم يعملون شيئا ذا قيمة.