بصراحة لم أر طوال الأربعين عاماً التي تابعت فيها الرياضة وعرفت الأندية وأولها نادي الهلال منذ كان الأمير هذلول بن عبدالعزيز- رحمه الله- رئيسا له مثل ما أشاهده الآن، فالهلال انفرد طوال تاريخه بميزة عن غيره وهي عدم ظهور الخلافات والمشاكل على السطح حتى بعد ثورة الاتصالات صمد الهلال وتماسك حتى وقت قريب في الإدارة الحالية.
والحقيقة أن الهلال والهلاليين حاولوا جاهدين ألا يواكبوا الركب وينشروا الغسيل إلا أن العواصف والازمات وعدم التوفيق في كثير من البطولات فجر البيت الهلالي من الداخل وأصبح مادة دسمة للإعلام والإعلاميين من داخل البيت قبل خارجه ولأول مرة تكون لم أشاهد إعلامياً هلالياً أو لاعباً سابقاً أو محبا ينتقد إدارة الهلال علناً مثل ما هوحاصل حاليا لم أشاهد اعضاء شرف يخرجون وينتقدون جماهير ناديهم، وينعتونهم بألقاب مختلفة مثل الآن، ولم أشاهد من قبل أي إدارة هلالية يظهر عليها الشح المالي وتتلقى عدة شكاوى من الخارج والداخل على حد سواء لم أسمع أو أقرأ في يوم من الأيام ان رئيسا للهلال يطلب مبلغا ماليا محددا لترك كرسي الرئاسة الهلالية، ولم أشاهد إدارة تخرج بيانات تؤكد او تنفي مثل هذه الادارة وبالمختصر المفيد تؤكد الأيام ان ما مرعلى معظم الاندية لابد أن يمر على الهلال فاستمرار الحال من المحال جميع ما يحدث حاليا حدث في معظم الأندية الكبيرة منها قبل الصغيرة ولا يمكن أن يتبدل الحال أو تجاوز المرحلة الصعبة ما لم يتغير الفكر وتبعد بعض العناصر الفقيرة فكريا، ناهيك عن عدم الانشغال بالآخرين ومراقبتهم والتركيز فقط في الشأن الخاص بهم. اليوم نادي الهلال على صفيح ساخن وأزمة حقيقية ولن تعبر هذه الازمة او تزول ما لم يعد حالة الالتفاف ومعالجة الامور بهدوء وعقلانية والابتعاد عن العمل الارتجالي وتخدير الجماهير ودغدغة مشاعرهم، فالعودة ممكنة ولكن تحتاج الى التضحية وتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، فالهلال كيان وجد ليستمر ويكون أحد أبرز الاندية المحلية والقارية لدينا.
كوزمين الخيار الموفق
أرى أن الاتحاد السعودي قد وفق كثيرا في التعاقد مع المدرب كوزمين ولو مؤقتا فقد اقترحت قبل دورة الخليج بالتعاقد معه حتى لو اضطر الأمر إلى شراء ما تبقى من عقده مع الفريق الإماراتي فكوزمين مدرب يجد القبول من اللاعبين وذي شخصية قوية ولديه خلفية كبيرة عن اللاعبين السعوديين، وكما يقال وجه تعرفه ولا وجه تنكره، ثم إن نجاح المدرب يعتمد كثيرا على حب ورغبة اللاعبين، له أولا، وهذا أمر مسلم به والأمر الآخر أن كوزمين من المدربين الذين يرفضون التدخل في عمله او فرض أي شيء عليه، وهذا أمر مهم للغاية وكل ما هو مطلوب الآن من الجميع هو التهدئة وعدم الانزلاق في النقد عند كل صغيرة وكبيرة وترك المدرب واللاعبين في حالهم في تجربة لن تكون سهلة على المستوى القاري، فرغم صعوبة المهمة الا أنها غير مستحيلة ولكن حتى، لو لم نصل الى سقف عال من الطموح، الا أن الأمل يراودنا أن نخرج بمستوى ومنظر يتوافق مع إنجازاتنا السابقة ويتمشى مع سمعتنا الرياضية التي اختفت مؤخرا ويجب أن تعود أكثر قوة فتواجدنا يجب أن يستمر مثل ما نحن متواجدين عالميا على مختلف الأصعدة.
نقاط للتأمل:
- كل الشكر والعرفان لسمو الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي علي أمره وتوجيهه للنادي الاهلي الاماراتي لإعارة المدرب للاتحاد السعودي وهي بادرة غير مستغربة، ولكن وجب علي شكره والامتنان له وأن يديم على الامارات وحكامها وشعبا أمنها وتطورها واستقرارها المتميز.
- المرحلة حساسة جدا لمنتخبنا ومشاركته الآسيوية ومن أجل ما يحدث مثل ما حدث سابقا يجب الابتعاد عن شخصنة الامور وتغليب المصلحة العامة لرياضة الوطن.
- لم تكن للمصادفة او المفاجئة وجود في تصفيات كأس ولي العهد وتأهل الأفضل والاستحقاق لم كان الأميز.
- تجاوز فريق النصر لفريق الشباب في دوري جميل وبكل سهولة وبنتيجة ثقيلة يؤكد ماسبق أن ذكرته عدة مرات ان كأس السوبر لم يكن يخسره النصر لو ان الحكم كان غير محلي او أن المرداسي كان أكثر شجاعة.
- من يعتقد أن بطولة دوري عبداللطيف جميل انحصرت بين فريقي النصر والاهلي فهو مخطئ فلا زال الوقت مبكرا ولازال للمنافسة بقية في قادم الجولات.
- عاد فريق التعاون الذي عهدناه ولا زلت أراهن دائما عليه، وأن يكون حصان الدوري، ففريق التعاون يملك إدارة وارادة ورجالا لا يرضون دائما الا بالتميز.
- ما يحدث في الهلال حدث كثيرا وفي أعرق الأندية، ولكن في الهلال لم تكن من قبل اليوم أصبحت مفاجأة للجميع.
- يجب علي أبناء مكة المكرمة الالتفاف أكثر حول نادي الوحدة، فالتاريخ سيسجل ما يحدث لأحد أعرق الأندية.
خاتمة:- بلادنا أمانة في أعناقنا وتعاون ابنائه غير مستغرب ومجتمعنا مجتمع متماسك وخلف قيادته، فاللهم أدم نعمة الأمن والأمان علينا يا رب.
ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة) وعلى الخير دائما نلتقي ولكم محبتي.