كتب محمد الشريف قبل أن يتم تعيينه (رئيساً لهيئة مكافحة الفساد) مقالاً للتحذير من (تقبيل ومعانقة الرجال لبعضهم) كعادة سعودية وعربية عند اللقاء!.
وقال في مقالة نشرتها الزميلة الاقتصادية عام 2009 م: (إن هذه العادة التي لا يوجد لها أصل في الدين ولا التراث، تسللت لبعض الأقطار العربية في فترة الخنوع والخضوع)، وأكد (معاليه حالياً) أن العالم المُتقدم ينبذ هذا التصرف، وخصوصاً اليابانيين، الذين يمتنعون حتى عن تقبيل الطفل الصغير عندما يكبر، بل إن الأزواج يتحاشون التقبيل إلا في (المخادع)، وبعدهم يأتي الغربيون في استهجان هذه (العادة)، وضرب مثالاً بأن الرئيس الأمريكي (بيل كلينتون)، كان يسأل مستشاريه دوماً، كيف يتفادى قُبلات (ياسر عرفات) الشهيرة عند لقائهما... إلخ!.
رئيس هيئة مكافحة الفساد حثَّ في مقاله (آنذاك) وزارة الصحة للبحث عن حلول توعوية (لمنع التقبيل والاحتضان) لمحاربة الأمراض المعدية، مُطالباً الاكتفاء (بالمصافحة) والتي هي هدي الإسلام!.
المتتبع لحالنا اليوم يجد أن عادة (التقبيل) في ازدياد منذ كتب معاليه مقاله وحتى الآن، بل إن (حب الخشوم) هو الخطر الأكبر الذي يهدد مشاريعنا، خصوصاً إذا كانت القُبلة من (مقاول مُتعثر)، أو منافس على (مناقصة)، أو كانت القُبلة من (موظف فاسد), أو مقصر على سبيل الاعتذار، أو التودد، وطلب التقرب من المسؤول، فمن يُقبل (خشم المدير) هو الأقرب، (شئنا أم أبينا) تلك هي فطرتنا، وهذا هو واقعنا!!.
(معاليه وفريقه) يبذلون جهداً كبيراً وملموساً (لمُكافحة الفساد) بكل أنواعه وأشكاله، وسينجحون - بإذن الله -، ثم (بالنوايا الحسنة)، و(تعاون الجميع)!.
ولكن من يخلصنا من فساد (حب الخشوم)؟.. برأيي هذا هو (السؤال الأهم) الذي يجب أن نبحث له عن إجابة؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.