** تجنّبت في مقال الأسبوع الفارط مسألة التجديف في هذا الاتجاه أو ذاك ، وفضّلت أن يكون حديثي عن إحدى المعايب المستنسخة التي بدأت تضرب أطنابها في أروقة البيت الهلالي ، محذراً من مغبّة تناميها واتساع رقعتها بين الهلاليين ، ليقيني بأنها أخطر عليهم من فقدان البطولات ، لاسيما وقد رأينا ما فعلته بكيانات أخرى ؟! .
** اليوم لا بأس من تناول بعض المستجدات على الساحة الهلالية التي لاشك في أن معظمها إنما يأتي كنتاج لتلك الثقافات المستنسخة ، فضلاً عن بعض التقليعات المبتكرة في التعامل سواء بين الهلاليين أنفسهم ، أو بين الهلاليين والأطراف الأخرى التي لها علاقة بالشأن الرياضي، كالمرجعيات ولإعلام وما أدراك ما المرجعيات والإعلام ، وهذا لا يعني الاتهام بأن تلك التقليعات والتدابير كان الغرض منها الإضرار بالكيان من قِبل من يعنيهم شأنه، بقدر ما أنها كانت اجتهادات خاطئة جداً ، فمن الطبيعي والبديهي أن تكون لها انعكاساتها السلبية والمؤثرة ، على سبيل المثال لا الحصر .
** المبالغة في استفزاز الجماهير الهلالية من خلال ارتماء من يقودون دفة الكيان الكبير في أحضان ( رهط) من الإعلاميين المشهود لهم عبر تاريخهم الإعلامي بالعمل دون كلل أو ملل على تشويه صورة الهلال والكيد له ، وإيثارهم وتقريبهم بطريقة فجّة لم ولن تتقبلها الجماهير .. وهو ما أوحى لتلك الجماهير بأن من يقودون دفة الكيان إنما هم بذلك يتعمّدون عنادهم واستفزازهم ، ويتساءلون : على أي أساس تم الاطمئنان إلى أنّ أولئك ( الرهط) لن تدفعهم مصالحهم الخاصة فضلاً عن ميولهم المتغلغل في شرايينهم إلى عدم ممارسة المكر والدهاء ، فيعمدون إلى المداهنة ظاهرياً ، وفي الخفاء يوظفون بعض أدواتهم للقيام بأدوار تخريبية على غرار ما قام به المراهق (المدسوس) بعناية للتشكيك في نسب الأسطورة العالمي سامي الجابر لحساب أحد البرامج الأثيرة لدى صناع القرار الهلالي ، والدليل أنهم عندما حققوا مبتغياتهم عادوا لسيرتهم الأولى المتمثلة بتسخير كافة خدماتهم لمصلحة أنديتهم المفضلة ، تاركين خلفهم هوّة عميقة بين مسيري الهلال وجماهيره ؟!! .
** ما سبق ينسحب على معظم التعاملات والتعاطيات الإدارية مع الكثير من الأمور والمستجدات التي تهم الشأن الهلالي ، والتي يفترض أن يكون للصوت الهلالي حضوره ولكنه لا يحضر .. فحقوق الهلال تُسلب عياناً بياناً ، داخل الملعب وخارجه ، والإعلام الأصفر الموجّه لا يتوقف عن تشويه صورة كبير آسيا ، تلفيقاً وزوراً وبهتاناً، إلى درجة أن غالبية ، إن لم يكن كل البرامج تتحول إلى ندوات يتبارى أطرافها في تشويه الهلال والنيل منه ، يحدث هذا بعد أن اطمأنّ هؤلاء وأولئك إلى أنه لا يوجد من يدافع عن حقوق وسمعة الكيان بعد أن أضحى مستباحاً لكل من هب ودب ، ولكل من أراد أن يكسب إعجاب مدرج فريقه .
** ما تقدم ما هو إلاّ غيض من فيض من دواعي وأسباب (الغبن) الذي بات يسكن أفئدة عشاق الزعيم وتحسّرهم .. وهنا لا أعفي الكثير من الأصوات الإعلامية الهلالية من وزر تقاعسها وتخاذلها عن القيام بواجبها في الدفاع المشروع عن الكيان وأنصاره ، خصوصاً على نطاق البرامج المتلفزة باستثناء الزميل (عادل التويجري) الذي يجدّف وحيداً أمام الطوفان الأصفر المدعوم هذه الأيام من الحليف الجديد ؟!! .
** فهل الحق مع الجماهير .. أم مع مسيري (سيّد آسيا) ولاسيما بعد أن تكشفت نوايا وأدوار أصدقائهم ؟؟ .
فخامة كلاسيكو الكبار
** من دون (هياط) ، من دون دعاية برامجية ، وبلا زفّة يتراقص (الكذابون) على إيقاعاتها .. قدم لنا (الزعيم وشقيقه العميد) يوم الثلاثاء ملحمة كروية عامرة بكل ما يرنو ويتمنى متذوق وعاشق الفن الكروي مشاهدته على البساط الأخضر .
** الحضور الجماهيري الكبير، العطاء ، الإبداع الفني والعناصري ، هزّ الشباك بأهداف (خمسة ) غاية في الروعة والجمال ، الروح الرياضية .. كل هذه العناصر كانت مكوّنات كلاسيكو الكبار الذي أعاد الشيء الكثير من الثقة والطمأنينة إلى أن كرتنا ماتزال بخير، وبالتالي عودتها إلى سابق مجدها وعنفوانها - إن شاء الله تعالى - .
** ومع ذلك يجدر بنا أن نقول شيئاً عن الإرهاصات التي سبقت الكلاسيكو ، إيجابية كانت أم سلبية .. فالعميد دخل اللقاء متسلحاً بعدّة معطيات ، أهمها وأبرزها ، وجود قائمة من الأعذار والمبررات الجاهزة في حال لم يتمكن من تجاوز شقيقه الهلال ، هذا عدا عن عاملي الأرض والجمهور ، وأشياء أخرى سيأتي ذكرها عرضاً في سياق الموضوع .
** بينما دخله الزعيم وسط هالة من ترقب سقوطه من قِبل ( إعلام المقاولات ) الذي أثار (عجة) تفسير طلب مدرب المنتخب المتمثل بتأجيل مباريات كأس ولي العهد (الأربع) على أنه من أجل مصلحة الهلال وليس مصلحة المنتخب، بدليل تجاهل الحديث عن المباريات الثلاث الأخرى ، حتى المنتخب نسوه في خضم تركيزهم على ضرورة الكيد للهلال طمعاً في سقوطه ولا سيما في ظل ظروفه المواتية الراهنة حسب تقديراتهم ، خصوصاً وأن غالبيتهم من ذوى النظرة الثاقبة (اللي ما تخرّش الميّة ) على رأي أهل مصر ؟!! .
** غير أن السحر انقلب على الساحر ، وكان الزعيم في الموعد كالعادة ، فأسقطهم بالضربة القاضية قبل أن يسقط منافسه الذي دعموه وأوهموه بأنهم استطاعوا تهيئة كافة السبل المؤدية إلى إعادة تشكيل المعادلة والمشهد معاً ؟!! .
** وبالتالي فقد كان من الطبيعي جداً أن تصيبهم الغصّة على ما آلت إليه الأمور بأحداثها ونتائجها ، حتى أن بعضهم قد أفصحوا عن تحسّرهم على عدم الاستجابة لطلب (كوزمين) ولكنها حسرات جاءت بعد خراب مالطا بالنسبة لهم ؟!! .
** ولكي لا يقال إنني أرسل كلاماً إنشائياً عاماً ، إليكم هذا الحوار القصير الذي دار بين مقدم أحد البرامج الموجهة وبين ضيفه في الاستوديو حينما طلب منه تفسير موقف الضيف الآخر من جدة ، من أن الإصرار على عدم التأجيل كان القصد منه خدمة الهلال ، موجهاً له السؤال التالي : لماذا حين طلب (كوزمين) التأجيل رفضوا بحجة أنه يخدم الهلال ، والآن وعندما أُقيم اللقاء وفاز الهلال قالوا : ان الرفض كان الغرض منه خدمة الهلال .. ولأن السؤال محير فعلاً ويحتاج إلى قدر كبير من الشجاعة والنزاهة للإجابة عليه ، وبما أن الضيف يحب ( التعتعة) فضلاً عن أنه أجبن من أن يقول كلمة حق ، فقد ظل يلف ويدور بلا إجابة مما حدا بالمذيع إلى إعادة السؤال عليه أكثر من مرة ، : لماذا الهلال تلاحقه التهمة في كلتا الحالتين ، في إشارة واضحة على أنه كان ينتظر منه إجابة ( تجمد على مكان الشارب) على اعتبار أنه لا وجود للشوارب ، أي إجابة تتماشى مع توجهات البرنامج المعروفة ، مع أن الإجابة الصحيحة واضحة وضوح الشمس ولا تقبل القسمة على اثنين ، وهي أن كراهية الهلال ومحاولة إعاقته هما من يدفعان ذلك المذيع وضيفه وكل من هم على شاكلتهما إلى التعاطي مع هذا الموضوع بهذه الصورة، ولا تعنيهم الحقيقة وقيمها من قريب أو بعيد ؟!! .
بيت القصيد:
قل للغشيم اللي نسى نفسه وقام يهايط
تبطي ألين تصير شيٍّ من شرف زعيم