كلما حل تاريخ آخر يوم في سنة هجرية أو ميلادية.., ينتابني تأمل في هذه الأرقام, فاليوم هو 31-12-2014 يعني أن غدا سوف يحل يوم أول في عام أول في منتصف العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين!!
حين ينتقل من خانة الـ 14 إلى خانة الـ 15 بعد الثانية عشرة من منتصف الليلة..!!
ونذهب نستعرض ما الذي حل بهذا العالم في الذي مضى..،؟!!
بأيامه التي طالت بآلام البشر..,!
وامتدت لياليها بفزعهم..,!
وتضاعفت ظهيرتها قيظا بغيظهم..,!
وانفرط مداها دوارا باتساع خيباتهم..,!
وتعمقت جراحها بفقدهم..,!
واستوحشت ثوانيها بشتاتهم...,!
وانكشف سترها بافتتاح صدور غلاظ..!
ودكت قواعدها بنبال رماة شداد..!!
فكم هي خسائر الإنسانية بكيف هي ظلمتهم..وجورهم, وقسوة قلوبهم.....؟!!
هؤلاء البشر الذين دمروا أبنية الثقة...,
ونقضوا أركان السلم...,
وعاثوا في القلوب تمزيقا..,
وفي الأمل تفتيتا..,
وفي الحلم تحطيما...!
وفي الطفولة نفيا..!
وفي الشباب غربة..!
وفي المدن دمارا لحضارتها وآثارها..
الذين ألهبوا الربيع نارا..,
ووهبوا النار قواعد, وقلوبا, ومدنا, وحضارات.., وذكريات, ومشاعرَ.. ووجوها, وأفئدة..!
غزوا بلا هدف, ونزلوا جهارا, وقتَّلوا عيانا..,
أشاعوا النعيق.., وذرَّوا الحطام..!
عام كوارث الإنسان بالإنسان..,!
كوارث حضارة مدن نُقضت.. ومعالم للعيان دُمرت ,و أجسادٌ شُتِّت..!
وإلا ما الذي سيذكره التاريخ لهذا الذي يغادرنا اليوم عن خانة الرقم الذي احتله شهورا ,
وأياما مرت في القرب على سوريا ..,
والعراق..,واليمن, ومصر,
وليبيا, وبورما, ولبنان, وفلسطين.., و..,
بظلمة الإنسان, وظلمه...؟!!
عسى الآتي أن يجلب معه لكل أولئك نقلة مطرية لشاطئ آخر..,
يكون أكثر فسحة نحو الخلاص.. والسلام !!
والربيع الذي نعرف..!