تناولت في مقالي السابق الخطوط السعودية وما لمسته وغيري من تغييرات إيجابية وإن كانت بسيطة إلا أنها ملموسة، لذا أسميت مقالي السابق: (الخطوط السعودية الجديدة)، كما أشرت إلى بعض التطلعات وقدمت مقترحات لم تكفها مساحة المقال السابق، لذا أجد أن في جعبتي ما يحفز على الكتابة اليوم في الموضوع ذاته.
الخطوط السعودية بحاجة إلى عقد دورات في الاتيكيت لموظفيها، فلا يوجد مسافر لم يشك من سوء تعامل -بعضهم- وإن كان الواقع يقول: إن التعامل السيئ هو حالات نادرة لكنها موجودة، والموظف عندما يتم تعليمه وتدريبه على فنون التعامل والحوار مع العميل فإنه فيما بعد لا ملامة إن تم اتخاذ إجراء إداري ضده في حال وصلت ضده شكوى، أما أن يعمل دون أي تدريب أو توجيه فليس الناس كلهم على تربية ونشأة واحدة، ويجيدون التعامل مع الآخرين.
أحياناً يكون التعامل مع الموظف الأجنبي أفضل وأكثر لباقة، أقول هذا وقد كتبت في وقت سابق أطالب بسعودة صالات الدرجة الأولى في مطاراتنا، وللأسف أنه تمت سعودتها إلا أن مثل هذه الصالات يفترض أن تكون مواصفات من يتم توظيفه بها في غاية الدقة، لأنه يتعامل مع فئة معينة تعتبر مربحاً للخطوط السعودية وغيرها، وعندما يتم توظيف شخص لا يستطيع التمييز بين العمل في صالة الدرجة الأولى وبين العمل في حلقة الخضار فهذا ينم عن خلل في معايير اختيار هذا الموظف يحتاج إلى مراجعة سريعة وإبعاد من يسيء لهذه الصالات التي كلفت ملايين الريالات لخدمة وراحة المسافر، أيضاً من المهم تعليم وتدريب الموظفين على الألقاب التي يتم مناداة المسافر بها، وأن المرأة يمكنه مناداتها بـ»سيدة» فلانة أو»أستاذة» فلانة وأن أي ألقاب أخرى من العيب أن يتفوه بها موظف المطار سواء موظف الخطوط أو حتى موظفي الجوازات الذين طالهم التغيير الشكلي مؤخراً، إلا أن -بعضهم- ما زال بحاجة إلى التدريب على لمسات الأناقة اللفظية البسيطة.
الخطوط السعودية ومطاراتنا بشكل عام تتغير إلى الأفضل، ولتكون الأفضل لا بد من الاعتراف بالأخطاء السابقة التي أعادت خطوطنا عشرات السنين إلى الوراء، والتأكيد بالعمل على نية تجاوز الماضي في حاضر أجمل.
العميل في أي مكان لا يحتاج إلا إلى لمسات بسيطة في التعامل وإشعاره بأهميته وتقديره.