خلال الأيام الـ20 الماضية، وجّهت رسائل متواصلة لوزرائنا الجدد، وزير الثقافة والإعلام، وزير الصحة، وزير الشؤون الاجتماعية، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وزير التعليم العالي، وزير النقل، وزارة الزراعة.
ولقد حرصت في كل هذه الرسائل أن أنقل صوت المواطن للمسؤول الجديد، بكل شفافية وحيادية، بهدف وضع كل وزير أمام المسؤوليات التي يرى المواطن البسيط أن عليه واجب الاهتمام بها وتحقيقها.
ولأن الاتصالات شأنٌ عام، لا يقل أهمية عن النقل والتعليم والصحة والدعوة والإعلام، كونها وعاء المعرفة والتواصل المحلي والدولي، فإنه من الضروري الوقوف على أهم العقبات التي تواجه تقنية الاتصالات وأهم سلبيات المشغلين لها.
ولقد كنت أشرت خلال الأشهر الماضية إلى ثلاثة محاور رئيسة تشغل اهتمام المواطن والمقيم في مجال خدمات الهاتف والهاتف النقال والإنترنت، وهي؛
* الإفصاح الشفاف عن الأعطال، والاعتذار عنها، وتعويض المتضررين منها.
* توظيف الخريجات والخريجين، وخاصة الخريجات.
* التوجه المخجل للضرب على وسائل الإعلام باليد الحديدية الإعلانية، لإخفاء السلبيات وتضخيم الإنجازات.
إن من الضروري جداً على الدكتور فهاد الحمد، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الجديد، أن يفتح ملفات المشغلين بجرأة شديدة، وأن يطّلع على حجم ما تحقق وما لم يتحقق.
وبمقارنة بسيطة بين الحجمين، سيلمس إلى أي مدى هناك ظلم على المشتركين، خاصة أنهم يدفعون الرسوم الأعلى على الخدمات الهاتفية الأسوأ، وخاصة أيضا أن أرباح المشغلين أكثر من خيالية، في مقابل خدمات بدائية، تتقطع في أكثر من نصف مناطق المملكة.
التحدي الأكبر الذي يواجه الدكتور الحمد هو:
- هل ستستمر الكلمة للشركات المشغلة، التي تضع صوت العميل في قاع اهتماماتها، أم أن الهيئة ستبدأ تشق طريقها في إلزام الشركات بتوفير الخدمات الراقية والمتقدمة للمشتركين، وفي فتح الفرص الحقيقية وليست الوهمية، في توظيف الخريجات والخريجين، وفي تثقيف وتوعية وخدمة المجتمع عبر برامج ومبادرات ريادية وليست استهلاكية إعلامية؟