(ليس من الضروري أن يكون كلامي مقبولاً، لكن من الضروري أن يكون صادقاً).. غاندي
التوصية التي تقدمت بها الدكتورة نورة العدوان مشكورة لمجلس الشورى حول زي المذيعات الرسمي أجدها مناسبة جداً وحرية بالتطبيق ذلك لمبررات عدة تظهر بعد التأمل والنظر في عدة جوانب:
أولاً: توقيت التوصية، حيث إن المجتمع السعودي مجتمع شاب ويافع والجيل الجديد من الفتيات لم يعدن وفيات للعباءة التقليدية نظراً لوعيهن وفهمهن الصحيح لمواصفات الحجاب وأنه كل ثوب لايشف ولايصف هو حجاب وأيضاً لمعرفتهن أن ثلاثة من المذاهب الفقهية الأربعة تبيح كشف الوجه، لذا فإن من المستحسن أن يترسخ نموذج المرأة السعودية من خلال المذيعات اللاتي يرتدين عباءة أنيقة ويضعن على رؤوسهن خماراً رقيقاً هو (الطرحة).
ثانيا: التوصية مهمة جداً كدلالة على التغيير الثقافي للمجتمع.. فبعد أن كان صوت المرأة عورة هاهي إحدى الشوريات الفاضلات المحسوبات على الطيف المحافظ تطلب ارتداء المذيعات للعباءة أثناء عملهن المختلط وظهورهن على الشاشات ولم يعد يؤرقها إلا ماكياجهن الثقيل الذي أؤيد في جعله خفيفاً اقتداء بمذيعات السي إن إن اللاتي يحرصن على ابداء زينة خفيفة.
ثالثاً: التوصية مهمة جدا من حيث الترويج لمنتج سعودي محلي هو العباءة التي تقام لها مصانع تستوعب الكثير من الأيدي العاملة وتوفر فرص العمل لمئات المصممات اللاتي يعملن عن بعد وتنشط حركة البيع والشراء عبر الانستغرام وتويتر والواتساب، وهذا فيه حراك اقتصادي مهم ومثري وقادر على تقليص آثار البطالة السلبية على المجتمع.
رابعاً: بعد مرور عقد أو عقدين سيصبح نموذج المذيعة هو الصورة الذهنية للمرأة السعودية عند الرجل السعودي وغيره، إذ إن الأمهات يتركن أطفالهم الصغار يقضون وقتاً طويلاً عند التلفاز وبذلك تترسخ صورة المذيعة بعباءتها ووجهها المكشوف وجلوسها أمام الشاشة مع الضيوف عند هؤلا الصغار الذين سيصبحون غداً رجال المجتمع.. وبذلك تختفي الصورة التقليدية للمرأة المعزولة والمختفية.
خامساً: هذه التوصية أسعدتني أنا شخصيا لأنني من محبات العباءة السعودية وأراهن على أنها أجمل زي تقليدي وأكثرها أناقة وقابل للتطوير والتحديث. وأحرص جداً على ارتدائها حتى خارج البلاد في الزيارات الرسمية لأني أشعر أنها جزء من هويتي الوطنية.
تنويه: الأشرار وضعاف النفوس اخترقوا حسابي هذا في تويتر OFatemah وقمت بالغائه وأعلن براءتي منه.