ما بين داربي كأس ولي العهد الذي أقيم السبت الماضي واكتسى بالألوان البيضاء الناصعة وبين داربي كأس المليك أربعة أسابيع، سيكون خلالها الجواد العالمي (وطني) تحت مجهر المتابعين نقادا ومدربين.
خلال الأيام الماضية التقيت العديد من ملاك الخيل وشباب فروسي للدماء الفاخرة عاشقين.
هناك وهم الغالبية من أبدى إعجابه منقطع النظير بالبطل المخضرم الكبير واعتبر إنجازه في الداربي الماضي وتوقيته الأروع فيه حدث في مستوى وحجم هذا السباق وتاريخه الطويل.. وهناك من حاول التقليل من أهميته كون الجياد التي شاركت معه ليست في مستوى وتصنيف (وطني) بالمضامير الأمريكية.. ورأي آخر: من اتخذ موقفاً معتدلاً وأكثر عقلانية مؤجلاً الحكم عليه حتى مناسبة سباقية في مستوى داربي ولي العهد وأقربها سباق كأس المليك المفدى.
في كل الأحوال كان هناك رأي في البطل (وطني) لم يتغير ولم يتبدل مشفوع بإصرار وعزيمة وثقة بعيدة المدى لا حدود لها خلال المستقبل في إبراز قيمة وإمكانية هذا الجواد، وصاحب هذا الرأي هو عراب صفقات الأبيض الأمير متعب بن عبدالله، بداية من إتمام صفقته الناجحة مروراً بتسميته باسمه الفاخم الذي ترجم معانيه الغالية سباقياً الموركي سلطان بعد أن تسلطن مع عبور البطل لخط النهاية وعلى أنغام سمفونية صوت الأرض «وطني الحبيب وهل أحب سواه».
كأني يا سادة يا كرام بالبطل المتجدد الهمام يتحدث لنا معاشر الإعلاميين بعد نهاية ملحمته البطولية ولاسيما لمن حاولوا التشكيك في نجاحه منذ قدومه للمضامير السعودية قائلاً: لقد حاولت بل سعيت جاهداً أن أقدم لكل من تابع هذا الكرنفال أن أقدم سباقاً عاصفاً وأتذكر حين وجدت ضغوطاً قوية من وصيفي في هذا السباق الأحمراني (فلاي سولو) من الخلف وحينها كان وقع كلمات رفيق بطولاتي الحميم (الفارس خوزين لوزكانو) يتردد مراراً بألا أيأس متى تعرضت لموقف (حرج) مثل هذا وكان ردي عليه بكل ثقة:
لا تخاف يا صديقي.. إنك تقود أفضل جواد امتطيته في حياتك على الإطلاق وحين تجاوزنا خط النهاية كنت أنا وفارسي (خوزيه) نعيش أجمل لحظات حياتنا كوننا بدأنا عهدا جديدا هنا في السعودية وكأني ولدت من جديد مع مدربي الصبور (نيوكلاس بلارد) ليختتم البطل تصريحه الراقي معتبراً أن موقعة كأس المليك المقبلة محطة عبور إلى إنجاز خارجي سيعود مجدداً لتحقيقه بعد أن زالت كل المسببات التي حالت دون تحقيقه العام الماضي.
أخيراً متى أردنا اختصار الأمر من رسم صورة الإنجاز إلى عمل الواقع إلى الظروف التي أحاطت بذلك كله في تحقيق ذلك التتويج (المزدوج) فإنها كلها أمور تجتمع بلا مبالغة وبعيداً عن المجاملات في الدور الذي كان للأمير القيادي متعب بن عبدالله عبر ملحمة بيضاء (ثنائية) تتكرر للمرة الرابعة في تاريخ بطولة كأس سمو ولي العهد التاريخية لمصلحة الإسطبل الكبير التي عززها أيضاً انتقال الجواد (باتو) قبل عدة سنوات عندما أبرم عرابها الكبير تلك الصفقة الناجحة بسرعة متناهية ليكون (التتويج المزدوج) والمبهج بالشعار الأبيض الماسي عبر صفقات ناجحة بكل المقاييس وإن تأخر جني ثمارها موسم أو حتى موسمين.
المسار الأخير:
خوتن يشفيك راعيها
وخوتن ما تحمل الهرجه