هل يحتاج منتخب (السبت الماضي) الذي خسر بهدف أمام الصين في أولى جولات بطولة آسيا، إلى (خطط مدروسة) أم إلى (طفرة) مواهب تخرج في زمان واحد كما هو حال (منتخب 84)؟ ولكن يبدو أن بين هذا وذاك زمن رياضي طويل مترهل لا تكاد ترى - في المجمل - هدفاً إعجازياً أو لاعباً فلتة، أو فريقاً مثيراً للأحلام، سوى (عك) كروي يفقد اللعبة جمالها.
وإذا ما رحت تشخص المشكلة، ستجد آلاف المشكلات، وآلاف الأمراض، وآلاف الآراء، سيجد الفاحصون أنهم أمام تركة كبرى عصية على الفهم، لا حل لها سوى الزمن.
وإذا كان المنتخب السعودي بهذه الصورة التي ظهر عليها السبت الماضي أمام الصين، فإن الذاكرة تحفظ لنا ظهوراً تاريخياً (أيام زمان)، يوم تهشم الطقم الصيني أمام ماجد عبد الله، ومحمد عبد الجواد وصالح النعيمة وبقية المنتخب الذهبي.
ربما أن (الخطط المدروسة) غير مجدية، وبدلاً منها إيجاد (أنظمة استجابة) للمواهب الكروية، استجب للمواهب واترك الباقي عليها، لأن المواهب على أشكالها تقع، ستجد أنك إذا أطلقت لها الريح، تتجمّع في مكان واحد وتشكل قوة كروية لا تجارى.
ليس حديثنا عن هدف هز شباك منتخبنا وعطل مسيرته في كأس آسيا، ولكننا نتحدث عن (غياب مواهب) تجبرك على مشاهدة المباراة، ليس المهم الفوز بقدر ما نهتم بضرورة وجود (تجمع مواهب) في زمن واحد تعيد لك تفاؤلك الكروي.
كما تكون الأندية الرياضية، يكون المنتخب، فهو انعكاس لها في كل شيء، وإذا كانت الأندية تعيش حالة انعدام توازن في استقطاب الموهبة، فإن المنتخب سيكون كذلك، إذا كانت خالية من المواهب فإن المنتخب سيكون كذلك، إذا كان لديها مشكلات معقدة، فإن المنتخب سيغص بالمشكلات.
بعيداً عن أزمة تفريخ المواهب، فإن الحل في (أنظمة استجابة) للمواهب، نظام يحترم الموهبة الكروية، ويضعها في الصف الأول، وبدون هذا النظام ستغادر المواهب إلى مكان آخر، إما إلى أرض أخرى، أو تغيّر الموهبة مجالها من الكرة إلى مجال آخر يحفظ لها كيانها.
أما المواهب فهي موجودة في كل زمان ومكان، تحتاج فقط إلى أنظمها تدعمها، وهي أنظمة سنها إبراهيم البليهي ضمن مسكوكاته الثمينة.