عالم اليوم ينظر إلى المنحرف كنظرته إلى المريض الذي يحتاج إلى العلاج ليتعافى، ولكن المؤلم أن هذا المريض تحول إلى مجرم يقتل وينهب ويسلب ويسفك الدماء وينتهك الحرمات ؟ ولهذا جاء دور معالجته حسبما تنص عليه النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على مكافأة المحسن وردع المسيء.
وحتى يدرك كل منحرف أن الجزاء من جنس العمل قاعدة شرعية وسنة كونية وأن المقابل بالمثل عدل وسنة يعامل الله بها خلقه جميعا والسؤال المحير هل انتشار الجنح والجرائم تعود إلى تخفيف العقوبات عن المجرمين والعطف عليهم كالعطف على المجني عليهم؟ مما شجعهم على التمادي في أعمالهم التخريبية رغم إكرامهم بالعطف وهل ماقاله المتنبي ينطبق عليهم.
إن أنت أكرمت الكريم ملكته..... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.
حتى أن هذا التمرد الذي تحول إلى إرهاب وصل إلى الكثير من دول العالم ورغم تقدمها العلمي والتقني والأمني لم تتوصل إلى القضاء عليه؟ ورغم أن بعض هذه الدول تعرف تماما الأضرار الناتجة عن انتشار الإرهاب والجرائم وتدرك تماما مخاطرها على الأفراد والجماعات والشعوب والدول وأنها معاول هدم تعود في العالم المتحضر إلى عصور الظلام والفوضى واختلال الأمن إلا أن هناك تناقض واضح في التعامل مع هذا الشر بين محاربته ومحاولة القضاء عليه وبين دعمه والترويج له ، إنه التناقض العجيب والمريب والذي وصل إلى عقول كثير من أبناء الإسلام والذين نسوا أن موقف دينهم الحنيف لاتناقض فيه قال تعالى.
{وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} (91) سورة النحل
يتفق العالم اليوم على إنهاء هذا التناقض ويقف صفا واحدا ليس لتدمير البشر و إذلالهم بل لإسعادهم ورفع الظلم عنهم والمساهمة في ترسيخ مبدأ السلم والسلام والأمن الذي لاقيمة لحياة إنسان بدونه والتوحد لمكافحة كل جرائم العصر ومن أهمها الإرهاب، ننتظر والله القاهر في فوق عباده.