ليس غريباً وقوف دول الخليج العربية مع مملكة البحرين، في شجبها ورفضها لأقوال حسن نصر الله أمين عام مليشيات ما يسمّى بـ(حزب الله)، فقد ظهر حسن نصر الله في تسجيل مصوَّر من مخبئه من قبو في ضاحية بيروت الجنوبية، وهو يحرِّض (شيعة البحرين) بقوله بأنهم في مليشياته الإرهابية قد عرضوا إيصال السلاح للمتظاهرين في البحرين، إلاّ أنهم رفضوا استقبال السلاح الذي يقول نصر الله إنّ إرساله وإيصاله إلى البحرين وإلى أي دولة عربية أخرى سهل وممكن..!!
هذا التحريض الذي يصنَّف على أنه حثٌّ وتشجيع على ارتكاب الأعمال الإرهابية، وتحريك الفتن والفوضى في الدول الأخرى، يضمن لحسن نصر الله مكاناً في القائمة السوداء للمحرِّضين على الإرهاب، ويجعل من مهمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدول العربية الرافضة للإرهاب، مهمة سهلة، لمطالبة الدولة اللبنانية والهيئات الدولية والدول الكبرى، بوضع محرِّض الإرهاب هذا على رأس قوائمها التي تنوي إعلانها عن الإرهابيين ومحرِّضيهم ومن يدعمونهم بالمال والسلاح.
حسن نصر الله يعلن بكلِّ وقاحة استعداده لإرسال السلاح للذين ينوون تنفيذ الأعمال الإرهابية، وإذا كانت الحكومة اللبنانية عاجزة عن لجم حسن نصر الله ومليشياته التي اختطفت الدولة اللبنانية، وجمّدت قراراتها السيادية بقوة السلاح، فإنّ الدول العربية، وبالذات الدول الخليجية، قادرة على اتخاذ إجراءات للحفاظ على أمنها وعلى سلامة مواطنيها، ولجم كلّ من تسوِّل له نفسه التجاوز على أنظمتها وإجراءاتها التي تحفظ سلامة واستقرار بلدانها.
أقوال حسن نصر الله وتحريضه للمواطنين الشيعة في مملكة البحرين مرفوضة، ليس فقط من الخليجيين فحسب، بل حتى المواطنين اللبنانيين ومن شيعتهم، أيضاً يرفضون مثل هذه الأقوال التي تجلب العداء لهم، أو على الأقل تعزلهم وتبعدهم عن أهم البلدان التي يكسبون منها رزقهم ورزق عوائلهم، وبعد أن كرَّه حسن نصر الله السوريين بشيعة لبنان، وبعد كل القتلى والضحايا الذين عادوا من سوريا جثثاً بعد أن ورّطهم حسن نصر الله في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، إذ ذهبوا للدفاع عن نظام يرفضه الشعب السوري، وبعد كل هؤلاء المعوّقين من شيعة لبنان الذين أصيبوا في سورية، يعمل حسن نصر الله بأقواله العدائية لمملكة البحرين، على تضييق مساحة رزقهم ومحاصرة من يعملون خارج لبنان، باستعداء محيط مذهبي لا يقبل أن يتدخل الآخرون من المذهب الآخر لصالح نظام طائفي وعنصري يعمل ضد العرب والمسلمين معاً.