فاصلة:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا
فابشر بطول سلامة يا مربع
الشاعر جرير التميمي
لطالما تحدثنا كإعلاميين عن أهمية التخصص في الإعلام حيث يعلو شأن هذه المهنة، ولطالما عبرنا عن ضرورة احترام الإعلاميين، فمهنتهم ليست مهنة بسيطة، مع احترامي لجميع المهن، فهي المهنة التي يتحمل صاحبها مسؤولية نشر أفكاره وتشكيل فكر الرأي العام.
لكن وسط معاناة الإعلاميين كونهم بدون هيئة متخصصة بشؤونهم لم يكن ينقصنا أن تشن الحرب علينا عضوة في مجلس الشورى لتتهم كتاب الرأي بما تراه من وجهة نظرها مخالفاً للشريعة الإسلامية.
من يقرأ تصريحات عضوة مجلس الشورى عن وزارة الإعلام وقنواتنا الفضائية وكتاب الرأي التي نشرتها صحيفة الحياة أخيراً يعتقد أن سقف الرقابة لدينا منخفض، حيث إننا ككتاب نخالف الشريعة وتنشر لنا الصحف ذلك دون أي رقابة، ربما لأن العضوة القديرة لا تعرف ما هي مراحل الإجازة لنشر المقالات أو مراحل الإجازة لإذاعة أي برنامج إذاعي أو تلفزيوني.
وهو عذر لا يعفيها من سقوطها في فخ التعميم الذي لا يتناسب مع قيمتها العلمية في مجال تخصصها، وهو اتهام ساذج لشريحة يفترض أن المجتمع يحترمها ويقدرها لأنها معنية بتشكيل الرأي العام.
مشكلة البعض أنه يتحدث عن القيم الإسلامية وكأنها منفصلة عن الحياة اليومية، بينما الإسلام دين قيم وسلوك، ولا معنى لأسلمة الحياة لأننا مسلمون،
وقولبة الموضوعات... أي موضوعات في حياة الناس العامة تجعل المسلم يشك في دينه ولا يستعمل عقله الذي أراد له الله أن يتدبر، فتحديد النسل استقدمناه من الغرب وإعلامنا مغرر به وكتاب الرأي في مجتمعنا يخالفون الشرع، هكذا وجهت عضو مجلس الشورى الدكتورة فدوى أبومريفة تهماً خطرة لكتاب الرأي في الصحافة المحلية وما يقومون به من مخالفات شرعية، وقنواتنا تسطح عقول الشباب لما تبثه من مواد عبثية، ثم في الختام إيحاء بطلب منع العائلات من حضور معرض الكتاب الدولي.
والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف يتحدث عضو مجلس شورى في تصريح لوسائل الإعلام عن شأن لا علاقة له بلجنته التي وضع لخدمة موضوعاتها وعلاقتها بخدمة المواطنين؟
ثم إن تصريحات بعض أعضاء مجلس الشورى أحياناً تحدث بلبلة لا أظن أن المجلس معني بها أو حتى ناقش مضمونها.
لكن الجانب الإعلامي في مجلس الشورى بحاجة إلى إعلام!
قلتها مراراً، الإعلام مغيب في مجلس الشورى فكيف يمكن أن ينشط الإعلام خارج أروقة المجلس؟.