باتت الفعاليات والبرامج السياحية في المنطقة الشرقية التي يعلن عنها في كل عطلة ومناسبة أشبه بالكتاب المفتوح للقاصي والداني، يصبغها التكرار وتغلب عليها الأفكار المعلبة التي لا تستقطب أحداً ولا تغري سائحاً على متابعتها ولو جاءت دعواتها بالمجان.
لست متجنياً على أحد ومراجعة روزنامة الفعاليات في أي عام سابق ستكشف وبسهولة عن كربونيتها مع الفعاليات السابقة عليها واللاحقة لعقدين من الزمن، ليبدو السؤال بطعم الأمنية: متى تجدد سياحة الشرقية دماءها وتغيّر جلدها وتتحفنا بالجديد المفيد البديع؟
مقارنة بسيطة بين الجهود الجبارة التي يبذلها صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف في تنمية المنطقة، وبين خطوات القائمين على السياحة فيها تكشف الفارق الكبير بين تلك الجهود العملاقة وبين تباطؤ خطوات تلك الهيئات وروتينية ملفاتها وجمود فكرها في إنعاش سياحة المنطقة.
كما أن رئاسة سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز لمجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية دليل آخر على دعمه لهذا القطاع وهو المجلس الذي يضم نخبة من الجهات الحكومية ذات العلاقة المباشرة بالحركة السياحة بالمنطقة وجهات خاصة ورجال أعمال.
وتشكيل المجلس من الأساس بلا شك خطوة تعكس اهتمام أمير المنطقة بدعم الحركة السياحة وتطويرها، ويمنح السياحة في المنطقة الشرقية مزيداً من التميز ودفعة قوية لتحقيق التنمية السياحية المرجوة، تعزيزاً لمكانة الشرقية على الخارطة السياحية محلياً وإقليمياً.
ونعود لسياحة الشرقية التي لم تكتف بالتكرار والملل بل تفتَّق ذهن القائمين عليها عن فكرة «طواش» التي استوردوها من الجميلة دبي الإماراتية.. نقلوا الفكرة شحماً ولحماً بأمانة شديدة تكشف القصور وتعزز الحجة في غياب التجديد والابتكار.
وكان رئيس بلدية محافظة الخبر المهندس عصام الملا، قد كشف عن شخصية مهرجان الخبر السياحي، مزيحاً الستار عن «طواش»، الذي تمنى أن تكون شخصية دائمة للأنشطة والمهرجانات التي تشهدها الخبر، لترتبط ذهنياً لدى الزائر بأن طواش يمثل الخبر.
وقال: يشتق اسم «طواش» من تاجر اللؤلؤ الذي يتنقل بين سفن الغوص، وهي في مواقع صيد الأسماك لاستخراج اللؤلؤ من أعماق البحار، أو بين نواخذة الغوص بعد عودتهم، ويطلق على الخبر «لؤلؤة الخليج» ليأتي «طواش» ويستخرج ما تمتلكه من مرافق ومواقع سياحية أمام زوارها ومحبيها.. وأكد أن «طواش» سيكون عنواناً للمرح لرواد المهرجان.
الحقيقة التي لا تقبل تحريفاً في الأمر هي تجاهل المقومات السياحية العديدة التي تمتلكها المنطقة الشرقية والتي يمكن أن تقود إلى تحقيق التنمية السياحية المستدامة لا سيما وأن المنطقة تحتل مركز الصدارة في عدد الزوار في المملكة، ومكاناً بارزاً على الخارطة السياحية بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وهنا تبدو الحاجة ملحة لإبراز المقومات السياحية والتراثية البحرية في المنطقة الشرقية والعمل على استثمارها سياحياً وجذب أكبر عدد ممكن من الزوار والسياح للمنطقة والمساهمة في جعل سواحلها من أهم المقاصد السياحية التي تحتضن كبرى المهرجانات بكل جديد ومشوق من البرامج والفعاليات بعيداً عن التكرار و»نشل» الأفكار أو استيرادها.